للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومجموع أوامره ونواهيه، ومصدر الاعتقاد، وأساس الملة - يجب أن يتوافر فيه عدة شروط.

[المبحث الأول: شروط حجية الكتاب الديني]

الأول: أنْ يكون الرسول الذي نسب إليه قد علم صدقه بلا ريب ولاشك، وأن يكون قد دعم ذلك الصدق بمعجزة، أي بأمر خارق للعادة قد تحدى به المنكرين المكذبين، وأن يشتهر أمر ذلك التحدي وهذا الإعجاز، ويتوارثه الناس خلفا عن سلف، ويتواتر بينهم تواترا لا يكون للإنسان مجال لتكذيبه.

الثاني: ألا يكون ذلك الكتاب متناقضًا مضطربًا يهدم بعضه بعضًا، فلا تتعارض تعليماته، ولا تتناقض أخباره، بل يكون كل جزء منه متممًا للآخر ومكملًا له.

الثالث: أن يدعي ذلك الرسول أنه أوحي إليه به، ويدعم ذلك الادعاء بالبينات الثابتة، وهي المعجزات التي بعث بها الرسول، ودعا إلى كتابه على أساسها، ويثبت ذلك الادعاء بالخبر المتواتر، أو يثبت بالكتاب نفسه.

الرابع: أن تكون نسبة الكتاب إلى الرسول الذي نسب إليه ثابتة بالطريق القطعي بأن يثبت نسبة الكتاب إلى الرسول، بحيث يتلقاه الأخلاف عن الأسلاف، جيلًا بعد جيل من غير أي مظنة للانتحال." (١)

"ويتحقق هذا بأن يكون الناقل معروفًا بالعدالة والضبط عمن يماثله من الرواة العدول الضابطين، وأيضًا اتصال السند بأن يكون كل راوٍ متلقيًا عن راوٍ قبله حتى يبلغ به المصدر بلا انقطاع." (٢)

الخامس: صحة الكتابة بأن تكون الكتابة مطابقة لما تم نقله لفظًا ومعنى في حالة النقل باللغة الموحى بها.

السادس: صحة الترجمة في حالة ترجمة الكتاب من الأصل المودعى به إلى لغة أخرى وذلك يتطلب ما يلي:


(١) محاضرات في النصرانية (ص ٨٦ - ٨٧).
(٢) التصريح (ص ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>