للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمها إلى قائلها ومعناها إلى المتكلم به (١).

الأساس الثاني: أنَّ أسماء الله كلها حسنى وصفاته كلها كاملة عليا: فأهل السنة والجماعة الذين ساروا على منهج الصحابة والتابعين يعتقدون جازمين بأن الصفات التي وصف الله بها نفسه، والأسماء التي سمى بها نفسه لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وهي أحسن الأسماء وأكمل الصفات. قال الله تبارك وتعالى - مقررًا هذه الحقيقة: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: ١٨٠). فهو موصوف من الصفات بأكملها وله من الكمال أكمله، وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها فليس في الأسماء أحسن منها، ولا يقوم غيرها مقامها ولا يؤدي معناها (٢)، فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ولا يوصف بما فيه نقص أو عيب فإنه عز وجل تعالى عن ذلك (٣).

[الأساس الثالث: تنزيه الباري - تبارك وتعالى - عن التشييه والتمثيل وكل صفات النقص]

وهذا الأمر قد نصت عليه نصوص كثيرة من كتاب الله تعالى كقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: ١١). وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} (الإخلاص: ٤).

وقد قرر أهل السنة والجماعة بناء على ما فقهوه من بيان الله تعالى أن الله لا يشبه شيئًا من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته، فنؤمن بما وصف الله به نفسه من غير تحريف في كتابه، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، فلا ينفون


(١) ذم التأويل لابن قدامة ص ١١، عقيدة أصحاب الحديث للصابوني (١٣ - ١٥)، الشريعة للآجري (ص ٢٦)، اعتقاد أئمة الحديث للإسماعيلي (ص ٥١).
(٢) بدائع الفوائد (١/ ١٦٨).
(٣) اعتقاد أئمة الحديث للإسماعيلي (ص ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>