للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - فضول الكلام: قال -سبحانه وتعالى-: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (١١٤)} [النساء: ١١٤].

وقال عطاء بن أبي رباح: إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- .. أو أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر، أو أن تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد منها، أتذكرون أن عليكم حافظين كرامًا كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أما يستحي أحدكم إذا نشرت صحيفته التي أملاها صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه.

٣ - المراء والجدال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا .. ". (١)

والمراء هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه إما في اللفظ، وإما في المعنى.

والجدال هو: قصد إفحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه.

٤ - الخصومة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم". (٢)

فاللسان هو سبب الخصومة، والخصومة توغر الصدر، وتهيج الغضب وتورث العداوة، وتشوش الخاطر، ومنها ينشأ الحقد والغل والحسد وهي مبدأ كل شر ... فهي سبب الغيبة والنميمة، وتلمس العثرات ... وقطع الأرحام، وسفك الدماء.

٥ - التشدق في الكلام، وتكلف الفصاحة: قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون، والمتشدقون؛ فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون". (٣) فهذا من التصنع المذموم.


(١) أبو داود (٤٨٠٠) عن أبي أمامة -رضي الله عنه-، وحسنه الألباني في الصحيحة (٢٧٣).
(٢) البخاري (٢٤٥٧)، مسلم (٥) عن عائشة رضي الله عنها.
(٣) الترمذي (٢٠١٨) عن جابر، وحسنه الألباني (الجامع الصغير وزيادته ٣٩٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>