عن عبد الله - رضي الله عنه - أن يهوديا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} قال يحيى بن سعيد: وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله - رضي الله عنه - فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجبا وتصديقا له. (١)
والجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: صفات الله تعالى لا تشابه صفات المخلوق.
الوجه الثاني: إضافة الفعل إلى اليد بغير تعدية بحرف الجر يحتمل المجاز.
الوجه الثالث: ذكر الفهم الصحيح لبعض الآيات التي استدلوا بها.
الوجه الرابع: التجسيم في الكتاب المقدس.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: صفات الله تعالى لا تماثل صفات المخلوق.]
لا يلزم من إثبات الصفات لله تعالى المماثلة أو المشابهة لصفات المخلوقين؛ فالأدلة المثبتة للصفات ثبت بمثلها نفي المماثلة للمخلوقين قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وليس بين الأدلة منافاة ولا منافرة.
(١) البخاري (٤٥٣٣، ٦٩٧٨، ٦٩٧٩، ٧٠١٣)، مسلم (٢٧٨٦).