للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولًا: شروط قبول الترجمة المجهولة:

وجود الأصل الموحى به حتى يتم عرض الترجمة عليه.

صحة الترجمة ويعرف ذلك بعد عرضها ومقابلتها بالأصل.

ثانيًا: شروط في المترجم:

عدالة المترجم.

معرفته التامة باللغتين الأصلية والتي ترجم إليها.

أن يكون ملمًا بمقاصد الدين ومصطلحاته حتى يترجم حسب المقاصد الدينية التي قد يكون ظاهر اللغة غير صريح فيها مثل الخيط الأبيض والأسود في التعبير بهما عن سواد الليل وبياض اللهار." (١)

ومن خلال تطبيق هذه الشروط ندرك أن هذه الأناجيل لا جذور لها تمتد بها إلى المصدر المعصوم، حيث لم يدَّعِ أحد أن عيسى هو كاتبها، أو هو ممليها، أو أنَّها كتبت في عهده. ثم إنهم لم يختلفوا في أن من نسبت إليهم على أنهم كاتبوها اثنان من تلاميذ المسيح وهما متى ويوحنا، وآخران ليسا كذلك وهما: مرقس ولوقا ... وعليه فإن كاتبيها مجهولون، ومجهول العين لا شك في الجهالة بحاله ومجهول الحال لا تقبل روايته. ثم إن هذه الأناجيل ما عرفت إلا بعد أن ترجمت ولم توجد النسخ الأصلية حتى تعرض عليها الترجمات المختلفة باللغات المختلفة. والمترجمون لها أيضًا مجهولون، وتواريخ كتابتها أيضًا غير معلومة. أى إنها ظلمات بعضها فوق بعض" (٢).

"إن أحدًا من كتاب العهد الجديد - سوى بولس - لم يدع لنفسه الإلهام، بل سجلت كتاباتهم اعترافات أن هذا العمل جهد بشري خالص لم يقصد كاتبوه أن يسجلوا من خلاله كتبًا مقدسة.

فها هو لوقا في مقدمة إنجيله يقول: "١ إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي


(١) المصدر السابق (ص ٦٦) بتصرف يسير.
(٢) المصدر السابق (ص ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>