للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [طه: ٤٧] أي: جئت لتخرج بعض الأمة من أرضنا وتطمع أن يتبعك جميع الأمّة بما تظهر لهم من سحرك (١).

الثالث: أنه قال ذلك ليحمل قومه على غاية المقت لموسى - عليه السلام - بإبراز أن مراده ليس مجرد إنجاء بني إسرائيل من أيديهم بل إخراج القبط من وطنهم وحيازة أموالهم وأملاكهم بالكلية حتى لا يتوجه إلى إتباعه أحد ويبالغوا في المدافعة والمخاصمة؛ إذ الإخراج من الوطن أخو القتل كما يرشد إلى ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: ٦٦] (٢).

[الوجه الثالث: من الذي خرج من مصر؟]

الظاهر من آيات القرآن الكريم أن هدف موسى - عليه السلام - من دخوله مصر كان هو إخراج بني إسرائيل لينجيهم من عبودية فرعون إلى عبودية الواحد الأحد قال تعالى: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧)} أي: أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك؛ فإنهم عباد الله المؤمنون، وحزبه المخلصون، وهم معك في العذاب المهين (٣).

* * * *


(١) المصدر السابق.
(٢) روح المعاني للآلوسي (٨/ ٥٢٨).
(٣) تفسير ابن كثير (٦/ ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>