للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمهور أهل العلم على أن معنى قوله تعالى: {أُجُورَهُنَّ}: مهورهن (١).

الوجه الثالث: المهر أو الصداق يسمى أجرًا كما صرح بذلك القرآن الكريم

القرآن الكريم استعمل "الأجر" بمعنى "المهر"، قال سبحانه وتعالى: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} (النساء: ٢٥).

قال سبحانه وتعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} (المائدة: ٥).

وقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} (الأحزاب: ٥٠)، وقال عز وجل: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِر} (الممتحنة: ١٠).

الوجه الرابع: الحكمة في تسمية المهر (الصداق) أجرًا.

وإنما سمى المهر أجرًا؛ لأنه بدل عن المنافع وليس ببدل عن الأعيان كما سمى بدل منافع الدار والدابة أجرًا (٢).

الطريق السادس من الآية: قالوا: لو كان المراد بهذه الآية النكاح الدائم لوجب للمرأة بحكم الآية جمع المهر بنفس العقد، وقالوا أيضًا إن الآية أمرت بوجوب إعطاء المهر بالاستمتاع وذلك يقتضي أن يكون معناها هذا العقد المسمى "نكاح المتعة". لأن اللَّه علق وجوب إعطاء المهر بالاستمتاع وذلك يقتضي أن يكون معناه هذا العقد المخصوص دون الجماع.


(١) تفسير الزمخشري (١/ ٤٩٨)، وأحكام القرآن للجصاص (٢/ ١٤٦)، وتفسير الرازي (١٠/ ٤٨) والقرطبي (٥/ ١٣٥)، والنسفي (١/ ٢١٩)، والخازن (١/ ٣٦١).
(٢) أحكام القرآن (٢/ ١٤٦)، وتفسير الرازي (١٠/ ٤٨)، وبدائع الصنائع (٢/ ٢٧٣)، وروح المعاني للآلوسي (٥/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>