الأفق فتخترق سمكًا متعاظمًا من الغلاف الغازي للأرض حتى تصل إلى أبصارنا، وبذلك تتشتت الأطياف القصيرة قبل وصولها إلينا، وتتركز الأطياف المتوسطة والطويلة والتي أطولها الطيف الأحمر، فيغلب هذا اللون على كل من الشمس المشرقة والغاربة، وبذلك أيضًا يصل ظل كل شيء إلى أقصي مداه، ومع ارتفاع الشمس فوق الأفق يتقاصر طول الظل بالتدريج حتى الظهيرة عندما تتعامد الشمس، فيصل ظل كل شيء إلى أقصر طول له ومع بدء الشمس في التحرك من تعامدها متدرجة في الاتجاه إلى الغروب يبدأ الظل في التطاول إلى الشرق حتى يصل إلى أقصى طول له قبل الغروب مباشرة، ثم يختفي مع غياب الشمس، ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى:{ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا}(الفرقان: ٤٥)، وذلك لأن الظل يتبع حركة صاحبه إذا كان متحركًا، كما يتبع حركة مصدر الضوء نفسه كلما تحرك، فمع الحركة الظاهرية للشمس والناتجة عن دوران الأرض حول محورها أمام هذا النجم تتحرك ظلال الأشياء باستمرار من أطولها عند الشروق إلى أقصرها في الظهيرة، إلى أطولها عند الغروب، ثم تختفي الظلال باختفاء الشمس وإن تكونت بعض الظلال في ضوء البدر أو تحت الأضواء الصنعية.
والمزولة الشمسية (the Sundial) التي كانت من أوائل الأجهزة التي صممت لقياس الوقت تعتمد على حركة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس مما يتسبب في تحرك الظل في عكس اتجاه حركة الأرض.
ثالثًا: في قوله تعالى: {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا}(الفرقان: ٤٦):
وتشير هذه الآية الكريمة إلى استطالة الظل، من وقت تعامد الشمس في الظهيرة؛ تلك الاستطالة التدريجية إلى اتجاه الشرق حتى يصل الظل إلى أقصي طول له قبل الغروب مباشرة، ثم يختفي بغروب الشمس ودخول الليل، وهذه الحركة التي تستغرق نصف النهار تقريبًا وصفتها الآية الكريمة التي نحن بصددها بالقبض اليسير أي: المتدرج، ومن الثابت علميًا أن الأرض تدور حول محورها بسرعة تقدر بنحو ٣٠ كم في الدقيقة، وتجري