للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٦ - شبهة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن رحمة للعالمين]

[نص الشبهة]

ما معنى قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن رحمة للكافرين؟

والجواب من وجوه:

الوجه الأول: معنى الآية الكريمة

الوجه الثاني: مظاهر رحمته - صلى الله عليه وسلم -.

الوجه الثالث: كيف كان رحمة للكافرين؟ .

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: معنى الآية الكريمة.]

قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)} يقول الله تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: وما أرسلناك يا محمد إلى خلقنا إلا رحمة لمن أرسلناك إليه من خلقي.

ثم اختلف أهل التأويل في معنى هذه الآية، أجميع العالم الذي أرسل إليهم محمد أريد بها مؤمنهم وكافرهم؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصة دون أهل الكفر؟

فقال بعضهم: عني بها جميع العالم المؤمن والكافر. وورد ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من آمن بالله واليوم الآخر كُتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله، عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف. وقال آخرون: بل أريد بها أهل الإيمان دون أهل الكفر. وأولى القولين في ذلك بالصواب. القول الذي رُوي عن ابن عباس، وهو أن الله أرسل نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - رحمة لجميع العالم، مؤمنهم وكافرهم، فأما مؤمنهم فإن الله هداه به، وأدخله بالإيمان به، وبالعمل بما جاء من عند الله الجنة، وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذّبة رسلها من قبله (١).


(١) تفسير الطبري (٩/ ٩٩)، وانظر: جلاء الأفهام لابن القيم (١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>