للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أحكام، قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالى {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: ٤٩].

[٥ - حقوق آل البيت عليهم السلام]

اختلف أهل العلم في تعريف من هم آل البيت وأصح ما قيل في ذلك قولان الأول: من تحرم عليهم الصدقة وهو منصوص الشافعي وأحمد وجمهور أصحابهما.

والقول الثاني: أن آل النبي - صلى الله عليه وسلم - هم ذريته وأزواجه خاصة (١).

[لآل البيت عند أهل السنة والجماعة حقوق وواجبات]

١ - منها: حق الموالاة والمحبة، فتجب محبتهم لإيمانهم، وتجب محبتهم لقرابتهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أذكركم الله في أهل بيتي" (٢)، ولقوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣)} [الشورى: ٢٣].

وهذه الآية لها معنيان: أحدهما السابق، والآخر: أن تحبوني لقرابتي فيكم، فإنه لا يخلو بطن في قريش إلا وله صلة قرابة به - صلى الله عليه وسلم -.

٢ - ومنها: حق الدفاع عنهم، وتبرئة ساحتهم مما ينسب إليهم كذبًا وزورًا، والدفاع عنهم لا يعني مجرد الرد على من يسبهم، بل يشمل ذلك، ويشمل الرد على من غلا فيهم، وأنزلهم فوق منزلتهم، فإن ذلك يؤذيهم.

٣ - ومنها: مشروعية الصلاة عليهم، وذلك في عقب الأذان، وفي التشهد آخر الصلاة، وعند الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد جاء في هذا عدة نصوص، كما جاء في الحديث لما سئل النبي عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة؟ قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميا مجيد، والسلام كما قد علمتم) (٣).


(١) انظر: جلاء الأفهام (ص ٣٢٥).
(٢) مسلم (٢٤٠٨).
(٣) البخاري (٣٣٦٩)، ومسلم (٤٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>