للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستكبرين عن عبادته، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (٦٠)} [غافر: ٦٠]، والدين كله داخل في العبادة، وقد ثبت في الصحيح، أن جبريل لما جاء إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة أعرابي وسأله عن الإسلام قال: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا"، وفي قوله: "قال ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، ثم قال في حديث آخر (هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم) (١). فجعل هذا كله من الدين، والدين يتضمن معنى الخضوع، والذل، يقال: دنته فدان، أي: أذللته فذل، يقال يدين الله ويدين لله أي: يعبد الله ويطيعه ويخضع له.

فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له وتتضمن العبادة معنى الذل والحب بغاية المحبة له (٢).

[٢ - حق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته]

١ - الإيمان به - صلى الله عليه وسلم -: فالإيمان به من أركان الإيمان التي يجب على المسلم الإيمان بها، ومن هذه الأركان الإيمان بالرسل، وهو رسول من أولئك الرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، قال الله تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} [التغابن: ٨]، وقد أخبر بوجوب الإيمان به فقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" (٣).

ومن الإيمان به التصديق الجازم الذي لاشك فيه بأن رسالته ونبوته هي حق من عند الله تعالى، والعمل بمقتضى ذلك، والتصديق بأن كل ما جاء به من الدين وما أخبر به عن الله تعالى حق صحيح، ولابد من تصديق ذلك بالقلب واللسان، فلا يكفي الإيمان به باللسان، والقلب مُنْكِر لذلك، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء: ١٣٦].

٢ - محبته - صلى الله عليه وسلم -: وهذا حق من حقوقه على أمته، وواجب عليهم أيضًا، فينتفي الإيمان


(١) البخاري (٤٧٧٧)، مسلم (٨).
(٢) وقد فصلنا الكلام على هذا الحق في مقدمة هذه الموسوعة تحت المبحث الثاني (الإسلام وبيان معناه).
(٣) البخاري (٢٥)، مسلم (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>