[المقارنة بين التسري في الإسلام وبين ما في أوربا الآن من كثرة البغاء والبغايا]
كان الإسلام قد أباح للسيد أن يكون عنده عدد من الجواري من سبى الحرب يستمتع بهن وحده، ويتزوج منهن أحيانًا إذا شاء. وأوروبا تستنكر هذا اليوم وتتعفف عن هذه الحيوانية البشعة التي تعتبر الجواري متاعًا مباحًا، وأجسادًا لا حرمة لها ولا كرامة، كل مهمتها في الحياة إشباع لذة بهيمية بغيضة، لرجل لا يرتفع عن مستوى الحيوان.
١ - أسيرات الحرب في أوربا لا عائل لهن: قد كانت أسيرات الحرب في البلاد الأخرى يهوين إلى حمأة الرذيلة بحكم أنه لا عائل لهن، ولأن سادتهن لا يشعرن نحوهن بحمية العرض، فيشغلونهن في هذه المهمة البغيضة، ويكسبون من هذه التجارة القذرة: تجارة الأعراض. ولكن الإسلام لم يقبل البغاء، وحرص على حفظ المجتمع نظيفًا من الجريمة، فقصر هؤلاء الجواري على سيدهن، عليه إطعامهن وكسوتهن وحفظهن من الجريمة، وإرضاء حاجتهن الجنسية -عرضًا- وهو يقضي حاجته.
٢ - جواري أمس عفيفات وجواري اليوم بغايا: أباحت أوربا البغاء ومنحته رعاية القانون وحمايته! وراحت تنشره عامدة في كل بلد وطئته أقدامها مستعمرة. فما الذي تغير من الرق حين تغير عنوانه؟ وأين كرامة البغي وهي لا تملك رد طالب - وما يطلبها أحد إلا لأقذر معنى يمكن أن تهبط إليه البشرية: دفعة الجسد الخالصة التي لا تلطفها عاطفة، ولا ترتفع بها روح؟ وأين من هذه القذارة الحسية والمعنوية ما كان بين السادة والجواري في الإسلام؟
لقد كان الإسلام صريحًا مع نفسه ومع الناس، فقال: هذا رق. وهؤلاء جوار. وحدود معاملتهن هي كذا وكذا. ولكن الحضارة المزيفة لا تجد في نفسها هذه الصراحة، فهي لا تسمي البغاء رقًا، وإنما تقول عنه إنه ضرورة اجتماعية!
٣ - اعتبار البغاء في أوربا ضرورة اجتماعية أسوأ حالًا من اعتبار التسري ضرورة اجتماعية: