للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضائح جنسية مشينة (١). هذا ... فضلًا على أن المؤرخين الأوربيين وصفوا الحملات كلها بكلمتين فقط: (بربرية همجية) (٢).

وكيف لا تكون كذلك وهي صفحة سوداء في تاريخ أوربا كلها. ألم يضع الرهبان على الصخرة المشرفة زجاجات الخمر؟ ألم يضرب الناقوس داخل المسجد الأقصى بعد إبطال الأذان به (٣)؟

أهكذا تحترم العقائد والمعابد؟ فأين هذا من وصية الصديق رضي الله عنه إلى جيش أسامة بن زيد التي أكد فيها بأنه على المسلمين أن يدعوا الرهبان ممن فرغوا أنفسهم في الصوامع وما فرغوا أنفسهم له؟ (٤).

بعد استعراض "محاكم التفتيش" في أسبانيا وأعمالها المخجلة المزرية، قال د. لوبون: "الراهب بليدا أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من مئة وأربعين ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى أفريقية" (٥).

وبعد أن ذكر لوبون في "حضارة العرب" خسارة ثلاثة ملايين مسلم بين ذبح وحرق وتهجير في أسبانيا قال: "ولا يسعنا سوى الاعتراف بأننا لم نجد بين وحوش الفاتحين -الأسبان- من يؤاخذ على اقترافه مظالم قتل كتلك التي اقترفت ضد المسلمين" (٦).

[الوجه الثالث: وضوح العنف والعدوان في بعض الديانات غير الإسلامية.]

ويتضح لنا من هذه الدراسة أن عقيدة الإسلام ليست عقيدة عدوانية بخلاف العقائد الأخرى، فمثلًا الناظر في عقائد اليهود يتضح له بجلاء أثر هذه العقيدة في سلوكهم العدواني الإرهابي وهذا ما يتضح لنا في هذه المطالب الآتية:


(١) الحركة الصليبية: ٢/ ٣٦٠، عن رونسمان.
(٢) الحركة الصليبية عن ٨ - ١٩٧. Eyre: op.cit.pp.
(٣) راجع وصية الصديق في آداب الجهاد، وانظر عهد عمر لأهل إيليا.
(٤) الحركة الصليبية. عن العيني عقد الجمان، حوادث سنة ٦٤١ هـ.
(٥) حضارة العرب صـ ٢٧٠.
(٦) حضارة العرب صـ ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>