للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - الحسن: قال: هو إسماعيل (١).

[٨ - محمد بن كعب القرظي]

قال: إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من بنيه إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب الله في قصة الخبر عن إبراهيم وما أُمر به من ذبح ابنه إسماعيل، وذلك أن الله يقول، حين فرغ من قصة المذبوح من إبراهيم، قال: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢)} يقول: بشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، يقول: بابن وابن ابن، فلم يكن ليأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله الموعود ما وعده الله، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل. (٢)

[الوجه السادس: ذكر الحجج على أن الذبيح إسماعيل عليه السلام.]

[١ - الحجة الأولى: العطف في البشارتين في سورة الصافات يقتضي المغايرة.]

استدل القائلون بأن الذبيح إسماعيل بما ورد في قصة الذبيح المذكورة في سورة الصافات، ففي هذه القصة بشر الله سبحانه خليله إبراهيم بالذبيح، فقال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (١٠١)} وذكر قصته أولًا، فلما استوفى ذلك قال: {بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢) فبين تعالى أنهما بشارتان: بشارة الذبيح، وبشارة ثانية بإسحاق. فالله سبحانه لم يذكر قصة الذبيح في القرآن إلا في هذا الموضع، أما في سائر المواضع فإنه يذكر البشارة بإسحاق خاصة، ثم إنه تعالى لما ذكر البشارتين جميعًا والبشارة بالذبيح وبإسحاق بعده، كان هذا من الأدلة على أن إسحاق ليس هو الذبيح، وأن الذكور في قصة الذبيح هو


(١) إسناده صحيح. أخرجه الطبري في تفسيره ٢٣/ ٨٤ من طريق هشيم، ثنا عوف، عن الحسن به.
(٢) ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره ٢٣/ ٨٤ من حديث ابن حميد، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: سمعت محمد بن كعب به. فيه ابن حميد ضعيف جدًّا، تهذيب الكمال (٢٥/ ١٠٤ - ١٢١)، وأخرجه الحاكم ٢/ ٥٥٥ من حديث أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق به. فيه أحمد بن عبد الجبار، ضعيف كما في التقريب (٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>