للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى السليم، أو بمعنى آخر، حصر المرض المراد عدم انتقاله في منطقة معينة حتى يسهل القضاء عليه، قبل انتشاره إلى المناطق المجاورة للبيئة الموبوءة، .... ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينكر انتقال المرض عن طريق العدوى إلى الإنسان السليم، بل نصح عليه الصلاة والسلام أمته بأن تتجنب المناطق التي تتفشى فيها الأمراض المعدية، ولم يكتف -صلى الله عليه وسلم- بذلك، بل فرض على مثل هذه المناطق حظر انتقال أفرادها إلى جهات أخرى منعًا من انتشار وتفشي الوباء، وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها" (١). (٢)

٦ - الأمر بغسل نجاسة الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب: وثبت هذا الأمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله "إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب" (٣)، والمراد اغسلوه سبعًا واحدة منهن بالتراب مع الماء، فكأن التراب قائم مقام غسله فسميت ثامنة لهذا. والله أعلم.

ولقد أثبت العلم الحديث أن الآنية التي يردها الكلاب تنقل مرض الكَلِب (الريبس) الخطير وعدة أمراض طفيلية أخرى، والحكمة في الغسل سبع مرات أولاها بالتراب أن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر، وكلما صغر حجم الميكروب كلما ازدادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء والتصاقه به، ولعاب الكلب المحتوي على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل، ودور التراب هو امتزاز الميكروب منه على سطح دقائقه. (٤)

٧ - غسل اليدين قبل الطعام: فعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسولا الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل غسل يده. (٥)


(١) البخاري (٥٧٢٨).
(٢) الإعجاز الطبي في الكتاب والسنة، تأليف حسن ياسين عبد القادر صـ ٨٥.
(٣) مسلم (٢٨٠).
(٤) كشاف الإعجاز العلمي في القرآن والسنة صـ ٥٦ جمع نبيل عبد السلام هارون.
(٥) أحمد (٦/ ١٩)، والنسائي (١/ ١٣٩)، وصححه الألباني في الصحيحة ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>