للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول المتواتر: وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه، وغالب القراءات كذلك.

والثاني المشهور: وهو مما صح سنده، ولم يبلغ درجة التواتر، ووافق العربية والرسم، واشتهر عند القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ كغالب ما اختلف الطرق في نقله عن السبعة، فرواه بعض عنهم دون بعض، وهي كثيرة في فرش الحرف من كتب الخلاف في القراءات كهذا المتن (يقصد طيبة النشر) وغيره.

والثالث الآحاد: وهو ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية، ولم يشتهر الاشتهار المذكور كقراءة (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفَارِفَ خُضْرٍ وَعَبَاقَرِيٍّ حِسَانٌ)، (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ)، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفَسِكُمْ) بفتح الفاء.

الرابع الشاذ: وهو ما لم يصح سنده كقراءة (مَلَكَ يَوْمَ) بصيغة الماضي ونصب يوم.

الخامس الموضوع: كقراءة الخزاعي وزيد.

السادس: وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير للآية (١)، كقراءة سعد بن أبي وقاص (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِن أُم) وقراءة ابن عباس (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَّبِّكُمْ في مواسِم الحج) (٢).

والخلاصة: أن كل مما خرج عن القراءات العشر التي يقرأ بها اليوم عن القراء العشرة، فهي القراءة الشاذة، واتفق أئمة الفقه والأصول وجمهور القراء على ذلك، ولا يلتفت إلى من يخالف ذلك؛ لأن من شذ لم يقبل (٣).

[٥ - حكم الاحتجاج بالقراء الشاذة]

اختلف أهل العلم في ذلك، وأجمل السيوطي فقال:


(١) تكلم السيوطي عن القراءة المدرجة في الإتقان (١/ ١١٩).
(٢) غنية الطلبة في شرح الطيبة للشيخ محمد محفوظ الترمسي (١/ ١١، ١٢).
(٣) راجع فتوى الحافظ ابن حجر ملحق بآخر البحث، وحاشية كتاب دراسات في علوم القرآن الكريم، د. فهد الرومي (٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>