للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقرر عيسى - عليه السلام - قرار الرب بانتزاع النبوة والكتاب من ذرية إسحاق إلى ذرية من؟ " (١)

قال لهم يسوع: "٣٣ "اِسْمَعُوا مَثَلًا آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ - رَبُّ بَيْتٍ - غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. ٣٤ وَلمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. ٣٥ فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا. ٣٦ ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ابْنِي! ٣٨ وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! ٣٩ فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. ٤٠ فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟ " ٤١ قَالُوا لَهُ: "أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلَاكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا". ٤٢ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا! ٤٣ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ الله يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. ٤٤ وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ! " ٤٥ وَلمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ." (متّى ٢١: ٣٣ - ٤٥).

[التعليق على البشارة]

أقول: إن قوله "رَبُّ بَيْتٍ" كناية عن الله، "والكرْم" كناية عن الشريعة، و"وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا" كنايات عن بيان المحرمات والمباحات والأوامر والنواهي، وإن "الكرامين الأردياء" كناية عن اليهود، كما فهم رؤساء الكهنة، والفريسيون، أنه تكلم عليهم.

و"أَرْسَلَ عَبِيدَهُ" كناية عن الأنبياء عليهم السلام، و"الابن" كناية عن عيسى عليه السلام. . .، وقد قتله اليهود أيضًا في زعمهم. والحجر الذي رفضه البناءون كناية عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، والأمة التي تعمل أثماره كناية عن أمته - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الحجر الذي كل من


(١) انظر: محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل والقرآن، (ص ٧٢ - ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>