للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - لا تعترف المذاهب والطوائف المسيحية بكل المجامع المسكونية كما هو الحال بالنسبة لمجمع خلقيدونية.

خامسًا: أن هذه المجامع هي التي قررت العقائد والشرائع والعبادات، وكل ما يعتقده المسيحيون الآن.

قال ابن تيمية:

"فالنصارى تضع لهم عقائدهم وشعائرهم أكابرهم بعد المسيح، كما وضع لهم الثلاثمائة والثمانية عشر الذين كانوا في مجمع نيقية الأمانة التي اتفقوا عليها، ولعنوا من خالفها من الآريوسيين وغيرهم، وفيها أمور لم ينزل الله تعالى بها كتابا، بل تخالف ما أنزل الله من الكتب مع مخالفتها العقل الصريح." (١)

سادسًا: أن العقائد التي قررتها المجامع لم تعلن للناس دفعة واحدة، بل قررت في مجامع مختلفة وأزمنة مختلفة، . . .، وهذا يدلّ على أمرين:

الأمر الأوّل: أن أصول الديانة كانت ناقصة، وكان كل مجمع يكمل فيها شيئًا، وهذا يدلّ على وضعية هذه الديانة.

الأمر الثاني: بشرية العقول التي وضعت والتي من شأنها عدم العصمة من الخطأ.

سابعًا: أن هذه المجامع هي التي قضت على عقيدة التوحيد في المسيحية، وقد سبق تفصيل ذلك عند الكلام على كل مجمع منها.

ثامنًا: لا يمكن لدارس المجامع أن ينسى دور الأباطرة والحكام فلقد كان لهم دور كبير في اجتماع المجامع المسكونية وقراراتها.

تاسعًا: أن هذه المجامع تسببت في ازدياد الخلافات المذهبية والطائفية، وإلى انقسام الكنائس. (٢)


(١) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (١/ ١١٥).
(٢) انظر: تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (٢٩٩ - ٣٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>