أن الأناجيل الأربعة اختلفت في قصة القبض وملابساتها:
١ - روى كل من (مرقس ومتى) أن يهوذا قبَّل المسيح، وروى (لوقا) أن يهوذا كان على وشك التقبيل، بينما لا يعرف (يوحنا) شيئًا عن التقبيل.
٢ - ويذكر كل من مرقس ومتى أن تحية وكلامًا جرى بين يهوذا والمسيح ويصمت لوقا عن تلك التحية بينما لا يذكر يوحنا شيئًا عن يهوذا سوى الصمت التام بعد أن قاد القوة التي جاءت للقبض عليه في البستان.
ونستطيع أن نضع أيدينا على ثلاث نقاط أساسية:
١ - أن القبلة كانت الوسيلة الوحيدة لتعريف أفراد القوة بشخصية المسيح (حسب مرقس ومتى ولوقا) - بينما تم ذلك بعد أن أظهر المسيح ذاته لهم بطريقة تنم عن التحدي والثبات الذي يتحلى به الشجعان في مثل هذه المواقف.
٢ - وأن حادثًا غير عادي وقع في تلك اللحظة مما أذهل أفراد القوة وجعلهم يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض.
٣ - أن التلاميذ - حسب ما يرويه كتبة الأناجيل - لم يشكوا في المسيح ولو للحظة واحدة في تلك الليلة.
٤ - ولما كانت قصة المسيح بكل تفاصيلها ترد دائمًا إلى تنبؤات العهد القديم وخاصة سفر المزامير، فإن المزمور ٩١ الذي يستشهد به كثيرًا - يقول:"٩ لأَنَّكَ قُلْتَ: "أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإي". جَعَلْتَ الْعِليَّ مَسْكَنَكَ، ١٠ لَا يُلَاقِيكَ شَرٌّ، وَلَا تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. ١١ لأَنَّهُ يُوصِي مَلَائِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. ١٢ عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلَّا تَصْدِمَ بحَجَرٍ رِجْلَكَ .... أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. ١٥ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. ١٦ مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلَاصِي"." (٩/ ١٦).
أليس من حق القائل أن يقول: إن ملائكة الله حملت المسيح على أيديها في تلك اللحظة