أعمال ١٤/ ٨ - ١١)، وقصة إحيائه أفتيخوس في أعمال ٢٠/ ٩ - ١٢) فلا تصلح دليلًا على نبوته لأن المسيح أخبر بمقدم الكذبة المضلين الذين يصنعون العجائب، فقال محذرًا من الاغترار بمعجزاتهم:": "انْظُرُوا! لَا يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ المسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ .... وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ .... لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آياتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ المُخْتَارِينَ أيضًا." (متى ٢٤/ ٤ - ٢٥)، فقد يكون بولس أحد هؤلاء الكذابين الذين يعطون الآيات والعجائب، التي تضل حتى المختارين من التلاميذ. (١)
كما أن الأعاجيب -وكما سبق- لا تصلح أكثر من دليل على الإيمان فحسب، إذ كل مؤمن -حسب الإنجيل - يستطيع أن يأتي بإحياء الموتى وشفاء المرضى، فقد نقل متى عن المسيح قوله: "فَالحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الجْبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ." (متى ١٧/ ٢٠).
وقد حذر بطرس أيضًا فقال: "وَلكِنْ، كَانَ أيضًا فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أيضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلَاكٍ .... " (بطرس (٢) ٢/ ١ - ٣).
وهكذا كما قال المسيح عن هؤلاء المبطلين: "فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ." (متى ٧/ ٥ - ٢٣)، فقد كانت ثمار بولس بدع الهلاك التي أدخلها في المسيحية: ألوهية المسيح،