للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتابهم بسند أو بقاء -كما هو موضح أعلاه- لجأوا إلى القرآن الكريم، ولجأوا إلى الإسلام؛ حتى يثبتوا معجزات معبودهم وربهم، فالقرآن منقول بالتواتر، ولا شك في حرف واحد فيه. وعليه فهو يُثبت وقوع معجزات المسيح أو غيره من الأنبياء، وبربي لا أعلم إلى أي مدى وصل ضعف هؤلاء الناس، حتى يلجأوا لكتاب يجحدون به لإثبات ما لا يمكن إثباته من عقيدتهم، ومع أننا الأمة الوحيدة التي تكرم المسيح عليه السلام ولم نلعنه كما فعل النصارى، وفعل كبيرهم الذي علمهم بولس، فهم قد عجزوا عن إثبات ما يريدون إثباته من كتابهم، فاحتاجوا إلي القرآن حينذاك، والمضحك في هذا الأمر أن المُنَصِّر لو أراد أن ينصر أحد المجوس أو البوذيين أو الملاحدة فيكون لسان حاله كالتالي:

أنا لا أستطيع أن أثبت لك معجزات المسيح من الكتاب القدس، ولا بالعقل والمنطق ولا بأي سبيل، ولكن عند المسلمين في القرآن والسنة والنبوية يثبتون تلك المعجزات؛ فإن أردت أن تتأكد من المعجزات عليك أن تؤمن بالإسلام والقرآن! فأي عقل هذا وأي دين يعتنقه النصارى، لا سند له، ولا تواتر فيه، بل هو الظن، وما يغني الظن شيئًا، وكما نقول دائما لا يجوز للنصارى الاحتجاج بالقرآن الكريم: يقول رب العزة جل جلاله في كتابه الكريم: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [يونس: ٣٦]، ويقول في القرآن الكريم {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: ٢٣]، (١)

* * *


(١) نقلًا بتصرف من كتاب البيان بما في عقيدة النصارى من التحريف والبهتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>