للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيفهم من كل هذه الفقرات السابقة أن المسيح هو أول قيامة الأموات، وأنه صار باكورة الراقدين: (أي أول من يقوم من الموت)، وهو بكر من الأموات وهو الباكورة وأنه ..... الخ، باختصار أن المسيح هو أول قائم من الموت كما يقولون، فكيف يكون هناك من قام قبله من الموت؟ لو كان هناك من عاد من الموت غيره لما سمي المسيح؛ بأنه بكر من الأموات، وباكورة الراقدين وخلافه من الأقوال التي يفهم منها: أن المسيح هو أول عائد من الموت، أو أول من يقوم من الموت؟

ثم أننا لو راجعنا كلام العهد القديم لوجدنا: أنه من المستحيل أن يكون هناك من قام من الموت -أعني غير المسيح على حسب زعمهم- ففي سفر أيوب ٧ عدد ٩ - ١٠ هكذا: السحاب يضمحل ويزول، هكذا الذي ينزل إلى الهاوية لا يصعد، لا يرجع بعد إلى بيته، ولا يعرفه مكانه بعد.

وفي سفر أيوب أيضًا ١٤ عدد ١٢ و ١٤ هكذا: والإنسان يضطجع ولا يقوم، لا يستيقظون حتى لا تبقى السماوات ولا ينتبهون من نومهم ... ، أن مات رجل أفيحيا. كل أيام جهادي أصبر إلى أن يأتي بدلي.

فيفهم من هذا قطعًا أنه من المستحيل أن يعود من مات بعد موته بحسب كلام كتابهم، ويفهم أيضًا من هذه الأقوال أن المسيح لم يحيي أي ميت، وإلا كان مخالفًا لهذا الكلام كله، وبحسب كلام أيوب قصة إحياء الموتى هو كلام باطل لا أساس له مجرد تأليفات من كتبة الأناجيل، وقصة موت المسيح عليه السلام وصلبه ثم قيامه من الأموات هي قصة باطلة لا محالة. فنسأل الله الهداية للجميع، وما قلته هنا حول إحياء الموتى ليس إنكارًا لمعجزة المسيح عليه السلام وإلا فهو معروف وثابت عندنا يقينًا بنص القرآن والسنة النبوية الشريفة أنه أحيى الميت بإذن الله؛ ولكن هو من باب الإلزام للنصارى وليس من باب إيماني.

ثم نأتي للعجيب من الأمور والغريب من العقول، وضعاف النقول، وهو أمر مُضحك كما سترى؛ أنه لما عجز النصارى عن إثبات أي من معجزات المسيح عليه السلام من

<<  <  ج: ص:  >  >>