على سريره، فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب، ثم صعد واضطجع فوق الصبي، ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدد عليه، فسخن جسد الولد، ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك، وصعد وتمدد عليه، فعطس الصبي سبع مرات، ثم فتح الصبي عينيه" (الملوك (٢) ٤/ ٣٢ - ٣٦).
٤ - والعجب من استدلال النصارى بإحياء الموتى لإثبات ألوهية المسيح عليه السلام مع أنهم أثبتوا هذه القدرة للحواريين، والمقصود ما جاء قصة إحياء بطرس لطابيثا. فقد جاء في أعمال الرسل أن بطرس أحيا طابيثا بعد أن ماتت وغسلها أهلها "وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة .... وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في علية .... فأخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى، ثم التفت إلى الجسد وقال: يا طابيثا قومي، ففتحت عينيها، ولا أبصرت بطرس جلست" (أعمال ٩/ ٣٦ - ٤١)، فأي فرق بين ما فعله المسيح وما فعله بطرس، فكل ذلك بإذن الله وقدرته.
وكل التلاميذ - حسب الكتاب المقدس - يقدرون على إحياء الموتى، فقد قال لهم المسيح: "وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. ٨ اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ." (متى ١٥/ ٧ - ٨)، فهل كل هؤلاء آلهة؟
٥ - كما يغفل النصارى المتحدثون عن ألوهية المسيح الذي أحيا الموتى، يغفلون عن تلك النصوص التي تتحدث عن موت المسيح، وعجزه عن دفع الموت عن نفسه، كما عجز عن ردها إلى الحياة من جديد، حتى أعاده الله وأقامه من الأموات، وقد تكاثرت النصوص على إيراد هذه الحقيقة حتى بلغت خمسة عشر نصا، منها "فيسوع هذا أقامه الله" (أعمال ٢/ ٣٢)، ومنها "ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات" (أعمال