للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لَا تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ" (متى ١٠/ ٥ - ٦).

٢ - التثليث ويتبع ذلك ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس.

فمن البدع التي ابتكرها بولس في النصرانية أنه نقلها من التوحيد إلى تأليه المسيح عليه السلام، ثم تطورت بعد ذلك إلى ما هي عليه الآن من القول بالتثليث (الآب والابن والروح القدس) آلهة ثلاثة في واحد! ! ، وقد اكتمل القول بهذه العقيدة في "المجمع القسطنطيني الأول" عام ٣٨١ م، والذي تقرر فيه ألوهية الروح القدس". وبعد أن اختلق بولس القصة التي أراد أن يوهم بها المسيحييين بدأ يكرز في المجامع بأن المسيح ابن الله". (١)

٣ - كون عيسى ابن الله ونزوله ليضحي بنفسه تكفيرًا عن خطيئة البشر.

وهذه أيضًا من الأمور التي ابتدعها بولس في عقائد المسيحية، والذي قد زعم بأن عيسى هو ابن الله - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا - وذلك ليصلب ويفدي البشر تكفيرًا عن الخطيئة التي انتقلت إليهم وراثيًا من أبيهم آدم لأكله من الشجرة المنهي عنها! !

يقول في رسالته لأهل غلاطية: "أَيُّهَا الْغَلَاطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لَا تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ المُسِيحُ بَيْنَكمْ مَصْلُوبًا" (٣/ ١)

ويقول أيضًا: "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلَّا بِصَلِيبِ رَبِّنَا يسُوعَ المسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالمِ." (رسالة بولس إلى أهل غلاطية (٦/ ١٤).

ويقول في رسالته إلى أهل كولوسي: "شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ محَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا." (١/ ١٢ - ١٤).

"والمسيحيون يحاولون التعليل لذلك: "بأن الله من صفاته العدل والرحمة، فبمقتضى عدله لا بد من أن يعاقب آدم وذريته لتلك الخطيئة، وبمقتضى الرحمة لابد أن يعفوا عنهم،


(١) التحريف والتناقض في الأناجيل الأربعة (ص ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>