للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيام ما سمى بالحرب الباردة، التي عاشها العالم مرعوبًا من الأسلحة الذرية والبكتيرية وسواها عشرات السنين، والتي نشبت خلالها عشرات الحروب الساخنة وبخاصة في قارات العالم الثالث: آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، دفع الناس خلالها ملايين القتلى والجرحى والمشوهين والمعاقين، وجرى تدمير اقتصاديات تلك البلدان لعقود طويلة قادمة، وما فيتنام، وغانا، وغينيا، والصومال، ولاوس، وكوريا، والأرجنتين إلا أمثلة قليلة لما جرى من محاولات السيطرة على العالم واقتسامه بين الغرب الرأسمالي والشرقي الشيوعي أو الاشتراكي.

أما الأعمال الإرهابية التي يمكن إدراجها تحت مظلة العنف الدولي فيمكن إجمالها في الآتي:

أ- المؤامرات الانقلابية: بقصد تغيير أنظمة الحكم غير الموالية، حيث تلجأ بعض الدول إلى نشر عملائها وجواسيسها وبثهم في مؤسسات الدولة للإطاحة بنظام الحكم فيها عبر سلسلة من الدعايات المغرضة الهادفة إلى خلق بلبة في الرأي العام وتهيئته لقبول التغيير القادم، وما حدث في الأرجنتين من قتل للمواشي وإتلاف لمزروعات الفلاحين يعد مثالًا من هذه المؤامرات والدسائس التي تبتغي قلب الحكم ووضع نظام بديل ينفذ سياسة الدولة الكبرى.

ويدخل ضمن هذه الوسائل الضاغطة على الحكومات ما تجريه الدول الكبرى من مناورات عسكرية واسعة وتحريك للأساطيل والقطع البحرية الكبيرة أو المناورات المشتركة مع الدول الحليفة، حيث تجرى هذه الأعمال قريبًا من حدود الدولة المقصودة.

كما يندرج تحتها خلق أجسام ومؤسسات عسكرية غرضها إرهاب الآخرين مثل إنشاء وحدات التدخل السريع، وهي تحمل اسمًا دالا على طبيعة عملها وهو التدخل في شئون الآخرين، رغم أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على عدم التدخل في هذه الشئون ولكنه المنطق الإرهابي المسنود بنظرية البقاء للأصلح، بمعنى الأقوى.

ب - الإرهاب الاقتصادي:

<<  <  ج: ص:  >  >>