الأولمبي في نفس المكان الذي كان فيه ما يسمى مذبح التقدمة. وبذلك اعتبر اليهود هذا العمل بأنه نجس بيت الرب. وقد أصدر هذا الإمبراطور قرارًا يمنع اليهود من تقديم الذبائح والعبادة لله في بيت الرب. وكان هدف هذا القرار توحيد الديانة الرومانية والقضاء على تنوع الديانات. والوقع أن هذا القرار كان ضد جميع الديانات وليس الديانة اليهودية فحسب. وكان من يتعجد لآلهة أخرى ويقدم لها الذبائح يحكم عليه بالموت وآنذاك أرغم اليهود على أكل لحم الخنزير.
وكان من العادات اليهودية تعيين رئيسًا للكهنة الذين يكهنون لبيت الرب وقد عرفنا من خلال الأناجيل أن زكريا -عليه السلام- وهو الذي عاصر بداية حياة المسيح، كان يكهن للرب، لا سيما عندما جاء الملاك جبريل وبشر بولده يحيى.
وعندما ننظر إلى واقع العبادات لدى اليهود لابد لنا أن نشير إلى أنهم كانوا عدة فرق، وكان أهمها فرقة الفريسيين التي عاندت السيد المسيح ورفضت ما بشر به، وفي الوقت نفسه كانت جماعة الأسينيين في قمران تؤسس لنفسها عالمًا خاصًّا بها. وقد برزت أيضًا فرقة الأتقياء من الفريسيين كجماعة ترفض الاندماج وتبني الثقافة الرومانية، وبرزت أيضًا فرقة الصدوقيين التي كانت تؤيد الحكم الروماني ولكنها ظلت على يهوديتها.
وكان عدد الكهنة الصدوقيين أكثر من غيرهم حتى انقلب الأمر للفريسيين زمن المسيح، وكان الصدوقيون يؤمنون بأسفار موسى الخمسة، ويرفضون كل تقليد شفهي وكل الطقوس الخاصة بالطهارة، وكان الصدوقيون أيضًا يرفضون قيامة الأموات كما أنهم لا يؤمنون بالملائكة ولا بالشيطان، ولا يؤمنون بالعناية الإلهية، ويعتقدون أن الإنسان حر في اختيار الخير ورفض الشر.
وقبل ظهور المسيح بسنوات بدا واضحًا أن اليهود على مختلف أحزابهم آنذاك تركوا التمسك بالناموس والمكتوب، واشتركوا في عبادات ومعاملات غير يهودية وقد تواطأت طبقة الكهنة آنذاك مع الرومان.