للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي النص الذي قبل هذا قالوا عن عيسى إنه (رجل تبرهن لكم من قبل الله)، ولم يقولوا: إله، أو ابن إله. وهذا مما يوضح حقيقة عيسى، وأنه عند بني إسرائيل الذين أرسل إليهم وآمنوا به، إنما هو رسول نبي وعبد من عباد الله؟ لأن المعجزات التي جاء بها، إنما كانت بإذن الله سبحانه وتعالى، ومن عنده وليست من عند المسيح ابتداءً.

وقد جاء في الأناجيل أن عيسى قال للحواريين "اشفوا مرضى طهروا برصًا أقيموا موتى أخرجوا شياطين مجانا" (متى (١٠: ٨). وهذا دليل على أن إحياء الموتى، ليس علة ولا مبررًا لتأليه أحد من البشر؛ مما يسقط دعوى النصارى في ألوهية عيسى؛ استنادًا إلى إحيائه للموتى، فعلى فرض صحة هذا النص وافتراض تحققه من قبل الحواريين، يوضح بجلاء أن إحياءهم للموتى لم ولن يجعل منهم آلهة، وليس هذا مسوغًا لتأليه أحد من البشر؛ فإن زعم النصارى أن ذلك بسلطة أو بإذن من الله سبحانه وتعالى؛ فإن هذا الكلام هو عين الرد عليهم في حالة إحياء عيسى للموتى؛ إذ أحيا عيسى الموتى بإذن الله، كما أوضحت ذلك آيات القرآن ونصوص الأناجيل الآنفة الذكر.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>