للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) قوله "فأجاب يسوع وقال لهم: الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب" (يوحنا (٥: ١٩)، وينسب إلى عيسى - علية السلم - أنه قال: "والآن علموا أن كل ما أعطيتني هو من عندك" (يوحنا (١٧: ٧)، فكل ما أوتيه المسيح - علية السلم - من إحياء للموتى، ومن إنباء بالغيب إلى غير ذلك من معجزات إنما هو بنص أقوال المسيح - علية السلم - من عند الله وبإذن الله سبحانه وتعالى، وهذا مثبت أنه ليس له من الأمر شيء، ومبطل لدعوى ألوهية المسيح من خلال الأناجيل كما بطلت هذه الدعوى قبل من خلال القرآن.

(٣) جاء في نص آخر: "فقالت مرثا ليسوع: يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي لكن الآن أعلم أن كل ما تطلبه من الله يعطيك إياه" (يوحنا (١١: ٢١ - ٢٢).

فهذه المرأة تعلم أن الأمر ليس بيده، وإنما إذا دعا الله أعطاه الله سؤله، فإحياء الموتى الذي حدث على يد المسيح، إنما هو بإذن الله سبحانه وتعالى.

(٤) وفي نص آخر: "أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل، قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون" (أعمال الرسل (٢: ٢٢)، وانظر: أعمال الرسل (١٥: ٣٨)، فالأمر بدهي عند المؤمنين بعيسى آنذاك من بني إسرائيل: أن المعجزات التي جاء بها إنما أوجدها وصنعها الله، وليس عيسى - علية السلم - وإنما حصلت على يد عيسى فهي من (قبل الله) أو من عند الله وبإذن الله، وأوجدها الله سبحانه وتعالى وما عيسى إلا (رجل) أو عبد من عبيد الله، ورسول من رسله، ثبت صدقه بما أنزله الله على يديه من المعجزات (القوات والعجائب).

ولذا على الرغم من إحياء عيسى للموتى بإذن الله، لم يجعل ذلك منه عند الجموع التي قام بالمعجزات في وسطها إلا أنه نبي فقط فلم يتجاوزوا به طور البشرية.

جاء في الأناجيل" فقال (أي عيسى) أيها الشاب لك أقول قم؛ فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه؛ فأخذ الجمع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه" (لوقا (٧: ١٤ - ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>