(ب) ما جاء في القرآن من إخبار نبي من أنبياء بني إسرائيل لهم عن آية ملك طالوت عليهم. قال تعالى: {وَقَال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالوتَ مَلِكًا قَالوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَال إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٤٧)} [البقرة: ٢٤٧] فهذا نبي من بني إسرائيل يخبرهم عن أمور غيبية مستقبلية، لم تحدث بعد آنذاك فما جعل ذلك منه إلهًا.
(ج) ما أعطاه الله سبحانه وتعالى - للخضر من العلم الغيبي الذي لم يُعطَه رسول من أولي العزم من الرسل وهو موسى صلوات الله وسلامه عليهم؛ فإن الخضر خرق سفينة المساكين الذين يعملون في البحر حفاظًا عليها؛ لأن الله أعلمه أن وراءهم ملكًا يأخذ كل سفينة غصبًا، وقتل الغلام خشية أن يرهق أبويه طغيانًا وكفرًا، وأقام الجدار الذي كان يريد أن ينقض؛ إذ كان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزلهما، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة منه، كل ذلك من الإنباء بالغيب الذي منحه الله تعالى للخضر مما لم أطلع على أن عيسى - عليه السلام - أعطي مثله لا في القرآن ولا في الأناجيل.
هذا فيما يتعلق بمعجزات مشابهة لمعجزات عيسى من خلال القرآن.
وأما عن المعجزات المشابهة من خلال التوراة والأناجيل فقد سبق بيانها بحمد الله تعالى، ولكن نشير هنا فقط إلى أن معجزات المسيح - عليه السلام - التي وردت في الأناجيل إنما هي - بنص الأناجيل - بإذن الله تعالى يدل على ذلك من الأناجيل ما يلي:
(١) قوله: "فَرَفَعُوا الحجَرَ حَيْثُ كَانَ الميْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَال: "أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ ليِ، ٤٢ وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الجمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي". ٤٣ وَلمَّا قَال هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا! " فَخَرَجَ الميْتُ."(يوحنا (١١: ٤١ - ٤٣) فانظر كيف رفع عيسى بصره إلى السماء ودعا الله ومجده، وأوضح النص أن هذه المعجزة إنما هي من أجل أن يُصدقوا به رسولًا من عند الله، وقد استجاب الله دعاءه فخرج الميت حيًّا بإذن الله.