للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع. . ." (١)

الثاني: أن الذبيح الذي تقدم به إبراهيم الخليل - عليه السلام - للفداء هو إسماعيل، وليس بإسحاق، كما هو مذكور في التوراة، وكما يعتقد المسيحيون، وهذا نص ما جاء في إنجيل برنابا على لسان المسيح - عليه السلام -: "الحق أقول لكم إنكم إذا أمعنتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون حيث كتبنا وفقهائنا، لأنَّ الملاك قال: يا إبراهيم سيعلم العالم كله كيف يحبك الله، ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله. حقا يجب عليك أن تفعل شيئًا لأجل محبة الله، أجاب إبراهيم: ها هو ذا عبد الله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله: فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلا: خذ ابنك بكرك واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة". (٢)

فكيف يكون إسحاق البكر، وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين؟ ! ! !

الثالث: أن مسيا أو المسيح المنتظر ليس هو يسوع، بل محمَّد، وقد ذكر محمدًا باللفظ الصريح المتكرر في فصول ضافية الذيول، وقال إنه رسول الله، وإن آدم لما طرد من الجنة رأى سطورًا كتبت فوق بابها بأحرف من نور "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله" (٣)، ولقد قال المسيح كما جاء في إنجيل برنابا: إن الآيات التي يفعلها الله على يدي يظهر أني أتكلم بما يريد الله، ولست أحسب نفسي نظير الذي تقولون عنه، لأني لست أهلًا لأحل رباطات، أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خلق قبلي، وسيأتي بعدي بكلام الحق لدينه نهاية". (٤)

وقد أسهب الإنجيل في الحديث عن البشارات بمحمد خاصة في الفصلين ٤٣، ٤٤

(الرابع) أن إنجيل برنابا يبين أن المسيح - عليه السلام - لم يصلب، ولكن شبه لهم، فألقى الله شبهه على يهوذا الإسخريوطي، ويقول في ذلك برنابا: "الحق أقول إن صوت يهوذا ووجهه بلغت من الشبه بيسوع أن اعتقد تلاميذه والمؤمنون به كافة أنَّه يسوع، كذلك


(١) إنجيل برنابا (ص ٣٢).
(٢) الفصل الرابع والأربعون، فقرات ٥ - ١١.
(٣) الفصل الحادي والأربعون، فقرات ٣٠ - ٣١.
(٤) الفصل الثاني والأربعون، فقرات ١٣ - ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>