أسلمت، وأصبح اسمها المهدية مريم جميلة، قد نشرت كتابها الإسلام بين النظرية والتطبيق، فقالت عن الإسلام وتعدد الزوجات:
"لم يُفْتَرَ على الإسلام في شيء؛ كما افترى عليه في نظام تعدد الزوجات، وهو عند الغرب يعتبر برهانًا لا يقبل الرفض على انحطاط المرأة في الإسلام، وتقول: وإن المصلحين من المسلمين في أحسن الأحوال ينتقصون من أهميته، فيعتبرونه خاصًا بالمجتمعات المتأخرة، ولا يقبل إلا في أحوال استثنائية جدًا وغير عادية، ثم تقول: وعلينا أن نفهم أن هذا التفسير الذي يدافع به المجددون المسلمون ليس له أساس في القرآن الكريم ولا في الحديث الشريف، وإنما هو النتيجة المطلقة للعبودية الفكرية لقيم الحضارة الغربية، فالفزعُ الذي ينظر به الغرب إلى تعدد الزوجات معزوٌّ على الفردية الغالبة التي تسيطر على المجتمع الحاضر، لدرجة أن الزنا يعتبر أقل بغضًا من تعدد الزوجات. إن النظرة الغربية لتعدد الزوجات نظرة لا تتصل بفوائد هذا التعدد وأضراره، بل ترجع إلى إنكار هؤلاء للرسول والرسالة التي جاء بها، لهذا اتخذ المتعصبون من نظام الأسرة في الإسلام وسيلة للطعن على هذا الدين الذي لا يعيب فيه، سوى أنه حرم الزنا، وما يتصل به أو يؤدي إليه؛ من الأقوال والأعمال وما يسمى حضارة الغرب التي تعد الزنا من التقدم أو الحرية الشخصية؛ وليس جريمة في ذاته، وقد جعل هؤلاء من تعدد الزوجات للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وسيلة للطعن في الرسول والرسالة، ولو كانت المسألة هي الطعن على نظام تعدد الزوجات بصفة عامة؛ لما آمن هؤلاء بصدق كتابهم المقدس حيث تضمن الجزء الأول منه أن نبي اللَّه سليمان قد تزوج بألف امرأة، ولكن عندما يشفق النبي الكريم -صلى اللَّه عليه وسلم- على العجائز اللاتي فقدن عائلهن فيتزوجهن لأسباب إنسانية يصبح الزواج من الأرملة العجوز جريمة في حق الإنسانية. (١)
ب - وأين هذا التعدد الأخلاقي النبيل الشريف من التعدد الواقع من حياة الغربيين؟ حتى تحداهم أحد كتابهم أن يكون أحدهم وهو على فراش الموت يدلي باعترافاته للكاهن،
(١) مكانة المرأة بين الإسلام والقوانين العالمية (٢٠٥، ٢٠٦)، وانظر كتاب الإسلام بين النظرية والتطبيق (٨٠).