للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيح وأمه العذراء، وكانت الترجمات القديمة للتوراة مثل ترجمة أيكوئلا، وترجمة تهيودوشن، وترجمة سميكس والتي تعود للقرن الثاني الميلادي، قد وضعت بدلا من العذراء: المرأة الشابة، وهو يشمل المرأة العذراء وغيرها، وذلك أن اللفظ المستخدم بالعبرانية هو (علما)، بمعنى: الصبية أو الشابة، وليس (بتولا)، التي تعني: العذراء.

ويذكر العلامة أحمد ديدات أن النسخة المنقحة (R.S.V) والصادرة عام ١٩٥٢ م قد استبدلت كلمة العذراء في إشعيا بـ"الصبية"، ولكن هذا التنقيح لا يسري سوى على الترجمة الإنجليزية. (١)

٩ - وبخصوص نبوءة النبي إشعيا "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَا وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَديًا، رَئيسَ السَّلَامِ. ٧ لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَللسَّلَامِ لَا نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ." (إشعيا ٩/ ٦)، فإن أبًا من هذه الأسماء لم يتسم به المسيح عليه السلام وبيان ذلك فيما يلي:

أ- أين سمي عجيبًا أو مشيرًا أو قديرًا أو أبًا أو رئيس السلام؟ فليس في الكتاب المقدس نص يذكر أنه سمي بأي من هذه الأسماء.

ب- فإن قالوا: المراد أن هذه صفات هذا الابن الموعود، فهي أيضًا لا تنطبق على المسيح بحال، فهي تتحدث عن نبي غالب منتصر يملك على قومه، ويكون وارثًا لملك داود، وكل هذا ممتنع في حق المسيح، ممتنع بدليل الواقع والنصوص.

فالمسيح عليه السلام يملك على قومه يومًا واحدًا، بل كان فارًا من بني إسرائيل، خائفا من بطشهم، كما هرب من قومه حين أرادوه أن يملك عليهم. "وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُّوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، انْصَرَفَ أيضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ." (يوحنا ٦/ ١٥).

لقد هرب منهم، وذلك لأن مملكته ليست دنيوية زمانية، ليست على كرسي داود، بل هي مملكة روحية في الآخرة "أَجَابَ يَسُوعُ: "مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالمِ. لَوْ كَانَتْ


(١) انظر: هل الكتاب المقدس كلمة الله؟ أحمد ديدات، ص (٢٤ - ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>