للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقُدُسِ: قَال الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. ٣٧ فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبًّا. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنه؟ " (مرقس ١٢/ ٣٧). وهو ما ذكره لوقا أيضًا" وَقَال لهمْ: "كَيْفَ يَقُولُونَ إِنَّ الْمسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ ٤٢ وَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ الْمزَامِيرِ: قَال الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي ٤٣ حَتَى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. ٤٤ فَإِذًا دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا. فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ " (لوقا ٢٠/ ٤٠ - ٤٤)، فالمبشر به ليس من ذرية داود الذي سماه ربًا له أو سيدًا، فيما لا يختلف النصارى في أن المسيح كان من ذرية داود كما جاء في نسبيه في متى ولوقا.

٨ - وأما ما جاء في إشعيا من التنبؤ بقدوم عمانوئيل، فهي ليست عن المسيح، الذي لم يتسم بهذا الاسم أبدًا، ولم يناد به إطلاقًا. والقصة في سفر إشعيا تتحدث عن قصة قد حصلت قبل المسيح بقرون، حين تآمر "راصين" ملك أدوم مع ملك مملكة إسرائيل الشمالية "فقح بن رمليا" على مملكة يهوذا الجنوبية وملكها آحاز، وقد جعل الله من ميلاد الطفل عمانوئيل علامة على زوال الشر عن مملكة يهوذا، وإيذانا بخراب مملكة راصين وفقح على يد الآشوريين، وموت الملكين المتآمرين، يقول إشعيا: "ثم عاد الرب فكلم آحاز قائلا: . . ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا، وتدعو اسمه عمانوئيل. زبدا وعسلا يأكل.

متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير، لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير، تخلى الأرض التي أنت خاش من ملكيها (راصين وفقح)، يجلب الرب عليك وعلى شعبك وعلى بيت أبيك أياما لم تأت منذ يوم اعتزال أفرايم عن يهوذا أي ملك أشور.

ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور. . . لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يدعو: يا أبي ويا أمي تحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور" (إشعياء ٧/ ١ - ٨/ ٤)، فالنص يتعلق بأحداث حصلت قبل المسيح بقرون، وذلك إبان الغزو الآشوري لفلسطين. وهذا النص الذي ذكره لوقا، وكذا النص الذي في إشعيا، قد تم تحريفهما عن الأصل ليصبحا نبوءة عن

<<  <  ج: ص:  >  >>