للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول سفر صموئيل: "وَقَال يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: "يَا رَبُّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ، مَتَى اخْتَبَرْتُ أَبِي مِثْلَ الآنَ غَدًا أَوْ بَعْدَ غَدٍ، فَإِنْ كانَ خَيْرٌ لِدَاوُدَ وَلَمْ أُرْسِلْ حِينَئِذٍ فَأُخْبِرَهُ" (صموئيل الأول ٢٠/ ١٢)، فهو نداء لله، والسياق يقول: "وقال يوناثان لداود"، أي لأجله.

ثم لو فهم المسيح من كلام توما أنه أراد ألوهيته لما سكت عليه السلام، فقد رفض عليه السلام حتى أن يدعى صالحا، إذ لما ناداه بعض تلاميذه: "أيها المعلم الصالح. . . لمَاذَا تَدْعُوني صَالحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ الله." (متى ١٩/ ١٧) فكيف يقبل أن يدعى ربا وإلها على الحقيقة؟ .

٦ - وبخصوص الاستدلال بالمزمور "قَال الرَّبُّ لِرَبِّي: "اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ" (المزمور ١١٠/ ١)، فهو لا يُراد به المسيح بحال من الأحوال، بل المراد منه المسيح المنتظر، الذي وعد به بنو إسرائيل، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -. وقد أخطأ بطرس حين فهم أن النص يراد به المسيح، فقال: "لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَال الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي ٣٥ حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. ٣٦ فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الله جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا. فَلَمّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ" (أعمال الرسل ٢/ ٣٤ - ٣٧). ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى، أن المسيح أنكر أن يكون هو المسيح الموعود على لسان داود، "وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مجُتمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ ٤٢ قَائلَا: "مَاذَا تَظُنُّونَ فِي المُسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟ " قَالوا لَهُ: "ابْنُ دَاوُدَ". ٤٣ قَال لَهُمْ: "فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلَا: ٤٤ قَال الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. ٤٥ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ " ٤٦ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمنْ ذلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلهُ بَتَّةً." (متى ٢٢/ ٤١ - ٤٦). فالمسيح سأل اليهود عن المسيح المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء، "ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ "فأجابوه: "ابن داود"، فخطأهم، وقال: "فإن كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه! ".

٧ - وفي مرقس: "كَيْفَ يَقُولُ الْكَتبَةُ إِنَّ المسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ ٣٦ لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَال بِالرُّوحِ

<<  <  ج: ص:  >  >>