جاءت لفظة:(السماء) في القرآن الكريم في ثلاثمائة وعشرة مواضع:
- منها مائة وعشرون بالإفراد (السماء).
- ومائة وتسعون بالجمع (السماوات).
- كذلك جاءت الإشارة إلى (السماوات والأرض وما بينهما) في عشرين موضعًا من تلك المواضع: (المائدة: ١٧، ١٨)، (الحجر: ٨٥)، (مريم: ٦٥)، (طه: ٦)، (الأنبياء: ١٦)، (الفرقان: ٥٩)، (الشعراء: ٢٤)، (الروم: ٨)، (السجدة: ٤)، (الصافات: ٥)، (ص: ١٠، ٢٧، ٦٦)، (الزخرف: ٨٥)، (الدخان: ٧، ٣٨)، (الأحقاف: ٣)، (ق: ٣٨)، (النبأ: ٣٧).
- وجاء ذكر:{وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} في موضع واحد (البقرة: ١٦٤)، والتي تشير إلى أن القرآن الكريم يفصل بين السماء والأرض بنطاق يضم السحاب، وهو ما يعرف بنطاق المناخ الذي لا يتعدي سمكه (١٦ كيلومترًا) فوق خط الاستواء، ويحوي أغلب مادة الغلاف الغازي للأرض (٧٥% بالكتلة).
وعلى ذلك فإن السماء في القرآن الكريم تشمل كل ما يحيط بالأرض بدءًا من نهاية نطاق المناخ إلى نهاية الكون التي لا يعلمها إلا اللَّه، ويشير القرآن الكريم إلى أن اللَّه -تعالى- قد قسم السماء إلى سبع سماوات، كما قسم الأرض إلى سبع أرضين؛ فقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)} (الطلاق: ١٢)، وقال سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (١٦)} (نوح ١٥: ١٦)، وقال عز من قائل:{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}(الملك: ٣). ويتضح من هذه الآيات بصفة عامة، ومن آيتي سورة نوح (١٥، ١٦) بصفة خاصة أن السماوات السبع متطابقة حول مركز واحد؛ يغلف الخارج منها الداخل، وإلا ما كان جميع ما في السماء الدنيا واقعًا في داخل باقي السماوات، فيكون كلٌّ من القمر والشمس -وهما من أجرام السماء الدنيا- واقعين في كل السماوات السبع.