جاء في الجدول الذي أورده يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة أن أوريجانوس لم يكن يعتبر رسالة بطرس الثانية من الأسفار المقدسة فقال:(وبطرس الذي بنيت عليه كنيسة المسيح التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم ترك رسالة واحدة معترف بها، ولعله ترك رسالة ثانية أيضًا، ولكن هذا مشكوك فيه).
وهذا ليس رأيه وحده وإنما رأي يوسابيوس القيصري أيضًا إذ يقول:(إن رسالة بطرس الأولى معترف بصحتها وقد استعملها الشيوخ الأقدمون في كتاباتهم كسفر لا يقبل أي نزاع، على أننا علمنا بأن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الآن ليست ضمن الأسفار القانونية ولكنها مع ذلك إذا اتضحت نافعة للكثيرين فقد استعملت مع باقي الأسفار) والسؤال الآن: بأي حق دخلت رسالة بطرس الثانية إلى الكتاب المقدس طالما نفاها هؤلاء؟ ! ! !
ويستمر يوسابيوس القيصري في عرض جدول أوريجانوس للأسفار المقدسة عندما يتكلم عن يوحنا فيقول (وترك أيضًا رسالة قصيرة جدًّا، وربما رسالة ثانية وثالثة، ولكنهما ليسا معترفًا بصحتهما من الجميع)
والسؤال هو إذا كانت رسالة يوحنا الثانية والثالثة مرفوضتان من الجميع فكيف دخلتا إلى الكتاب المقدس؟ ؟ ؟
وأين هو التواتر والإجماع المزعوم؟ ؟
ويستمر أبو "التأريخ الكنسي "في إتحافنا بتصور العالم العظيم أوريجانوس عن الأسفار المقدسة فينقل تصوره عن الرسالة إلى العبرانيين التي يحلو للبعض أن ينسبها إلى بولس فيقول (إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عاميا كلغة الرسول الذي اعترف عن نفسه بأنه عامي " ٢ كور ٦: ١١ "في الكلام أي في التعبير بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة).
وهَب أن محاكمة عُقدت للحكم في مسألة تحريف الكتاب المقدس فمن غير أوريجانوس أولى بالشهادة منه -وشهد شاهدٌ من أهلها- على تحريف الكتاب المقدس، فهو