للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحُضُضُ والحُضَضُ: دواءٌ يُتَخَذُ من أبوال الإبل (١).

الحضَظُ: دواء يتخذ من أبوال الإبل، قال ابن دريد: ذكروا أن الخليل كان يقوله، قال: ولم يعرفه أصحابنا. ويقال: الحَضَضُ أيضا وقد تقدمت الأخيرة في الثنائي. (٢)

والحُضَضُ، كزُفَرَ وعُنُقٍ العَرَبيُّ منه عُصارةُ الخَوْلانِ، والِهنْدِيُّ عُصارَةُ الفِيْلَزَهْرَجِ، وكِلاهُما نافعٌ للأَوْرامِ الرّخْوَةِ والخَوَّارَةِ، والقُروحِ، والنُّفَّاخاتِ، والرَّمَدِ، والجُذام، والبَواسِيرِ، ولَسْعِ الهَوامِّ، والخوانيقِ، غَرْغَرَةً، وعَضَّةِ الكلْبِ الكَلِبِ، طِلاءً وشُرْبًا كلَّ يومٍ نِصْفَ مِثْقالٍ بماءٍ، ويُغَزّرُ الشَّعَرَ، ونباتٌ، ودواءٌ آخَرُ يُتَّخَذُ من أبْوالِ الإِبِلِ. (٣) مَثَلُهُم: "عَنِيَّةٌ تَشْفي الجَرَب" فالعَنِيَّةُ: ماءُ الجَرادِ المَطْبُوخ يُخْلَطُ به أبْوالُ الإِبلِ والمِلْحُ. (٤)

قال الشَّعْبِي: لأَنْ أَتَعَنَّى بِعَنيَّةٍ إليَّ أَحَبُّ إليَّ أن أُقُولَ في مسألةٍ برأيي، والعنيةُ أخلاطٌ تُنْقَعُ في أبوالِ الإِبلِ ثم يُطْلَى بها الإِبِلُ من الجَرَب (٥).

قال ياقوت الحموي: قال ابن الكلبي صاحب الخورنق والذي أمر ببنائه بهرام جور بن يزد جرد بن سابور ذي الأكتاف وذلك أن يزد جرد كان لا يبقى له ولد وكان قد لحق ابنه بهرام جور في صغره علة تشبه الاستسقاء فسأل عن منزل مريء صحيح من الأدواء والأسقام ليبعث بهرام إليه خوفًا عليه من العلة فأشار عليه أطباؤه أن يخرجه من بلده إلى أرض العرب ويسقى أبوال الإبل وألبانها فأنفذه إلى النعمان وأمره أن يبني له قصرًا مثله على شكل بناء الخورنق فبناه له وأنزله إياه وعالجه حتى برأ من مرضه ثم استأذن أباه في المقام عند النعمان فأذن له فلم يزل عنده نازلًا قصره الخورنق حتى صار رجلًا ومات أبوه فكان من أمره في طلب الملك حتى ظفر به ما هو متعارف مشهور (٦).


(١) المحكم والمحيط الأعظم (١/ ٣٧٥).
(٢) المحكم والمحيط الأعظم (١/ ٤٥٢).
(٣) القاموس المحيط (٢/ ١٨٥).
(٤) المحيط في اللغة (١/ ١٢٤).
(٥) غريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ١٣١).
(٦) معجم البلدان لياقوت الحموي (٢/ ٤٠٢ - ٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>