للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَيْتِ، وَسَجَدُوا لَهُ إِلَى الأَرْضِ.

سجود سليمان لأمه بثشبع:

الملوك الأول (٢/ ١٩): فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ عَنْ أَدُونِيَّا. فَقَامَ الْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ.

لوط يسجد لملكين؛ بل إن الأمر هنا قد يفوق سجود التكريم لوصفه نفسه بقوله لهما عبدكما:

(التكوين ١٩/ ١): فَجَاءَ الْمَلَاكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهمَا، وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. وَقَالَ: "يَا سَيِّدَيَّ، مِيلَا إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلَا أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا.

إبراهيم يسجد للشعب: (التكوين ٢٣/ ٧): فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِشَعْبِ الأَرْضِ، لِبَنِي حِثَّ.

يوسف وغيره يسجدون لعيسو:

١ - (التكوين ٣٣/ ١ - ٧): وَرَفَعَ يَعْقُوبُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا عِيسُو مُقْبِلٌ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل، فَقَسَمَ الأَوْلَادَ عَلَى لَيْئَةَ وَعَلَى رَاحِيلَ وَعَلَى الجارِيَتَيْنِ. ٢ وَوَضَعَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلَادَهُمَا أَوَّلًا، وَلَيْئَةَ وَأَوْلَادَهَا وَرَاءَهُمْ، وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ أَخِيرًا. ٣ وَأَمَّا هُوَ فَاجْتَازَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَى أَخِيهِ. ٤ فَرَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا. ٥ ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ النِّسَاءَ وَالأَوْلَادَ وَقَالَ: "مَا هؤُلَاءِ مِنْكَ؟ " فَقَالَ: "الأَوْلَادُ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله بِهِمْ عَلَى عَبْدِكَ". ٦ فَاقْتَرَبَتِ الْجَارِيَتَانِ هُمَا وَأَوْلَادُهُمَا وَسَجَدَتَا. ٧ ثُمَّ اقْتَرَبَتْ لَيْئَةُ أَيْضًا وَأَوْلَادُهَا وَسَجَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ اقْتَرَبَ يُوسُفُ وَرَاحِيلُ وَسَجَدَا.

وأخيرًا: أقول على المعترض أن ينظر في هذه النصوص من التوراة والإنجيل، فإن كان يقول: إن السجود لا يكون إلا عبادة لله؛ فهذا يلزمه أن لوطًا ويوسف وإخوته ويعقوب وسليمان وغيرهم ممن ذكروا عبدوا غير الله. وإن كان يقر أن هناك سجود تكريم واحترام وتعظيم؛ فلا ينبغي أن يتطاول على الكتاب الذي أنزل على الرسول الخاتم - صلى الله عليه وسلم، والذي هو ناسخ لجميع الشراخ السابقة ومنها شريعته؛ لأن القرآن هو الكتاب الوحيد المحفوظ من قبل رب العالمين! !

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>