فهل كان الزمور نبوءة عن المسيح المصلوب، أم كان بشارة بنجاته عليه السلام؟
يقول الزمور متحدثًا عن دعاء مؤمن محتاج إلى رعاية ربه وحمايته له من أعدائه، فيقول:"١ خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ. قَاتِلْ مُقَاتِليَّ. ٢ أَمْسِكْ مِجَنًّا وَتُرْسًا وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي، ٣ وَأَشْرِعْ رُمْحًا وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ. قُلْ لِنَفْسِي: "خَلَاصُكِ أَنَا"."(الزمور ٣٥/ ١ - ٣).
ويطلب ذلكم الداعي المؤمن من ربه أن يقع عدوه في الشبكة التي نصبها، ويطلب من الله أن يؤيده بالملائكة، فيقول:"٤ ليَخْزَ وَلْيَخْجَلِ الَّذِينَ يَطْلحونَ نَفْسِي. ليَرْتَدَّ إلى الوراء وَيَخْجَلِ المتفَكِّرُونَ بِإِسَاءَتِي. ٥ ليَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ، وَمَلَاكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ. ٦ ليَكُنْ طَرِيقُهُمْ ظَلَامًا وَزَلَقًا، وَمَلَاكُ الرَّبِّ طَارِدُهُمْ. ٧ لأَنَّهُمْ بِلَا سبب أخفوا لِي هُوَّةَ شَبَكَتِهِمْ. بِلَا سبب حفروا لِنَفْسِي. ٨ لِتَأْتِهِ التَّهْلُكَةُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، وَلْتَنْشَبْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا، وَفي التَّهْلُكَةِ نَفْسِهَا ليقَعْ."(المزمور ٣٥/ ٤ - ٨)، لقد طلب الداعي المسكين من الله طُلبة في شأن عدوه، طلب منه أن يقتله بشبكته التي نصبها، أي في ذات المؤامرة التي سعى فيها، فهل استجاب الله لوليه أم خيبه؟ .