للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيح باتفاق النصارى، وبشهادة يوحنا. (١)

فهل كان الزمور نبوءة عن المسيح المصلوب، أم كان بشارة بنجاته عليه السلام؟

يقول الزمور متحدثًا عن دعاء مؤمن محتاج إلى رعاية ربه وحمايته له من أعدائه، فيقول: "١ خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ. قَاتِلْ مُقَاتِليَّ. ٢ أَمْسِكْ مِجَنًّا وَتُرْسًا وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي، ٣ وَأَشْرِعْ رُمْحًا وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ. قُلْ لِنَفْسِي: "خَلَاصُكِ أَنَا"." (الزمور ٣٥/ ١ - ٣).

ويطلب ذلكم الداعي المؤمن من ربه أن يقع عدوه في الشبكة التي نصبها، ويطلب من الله أن يؤيده بالملائكة، فيقول: "٤ ليَخْزَ وَلْيَخْجَلِ الَّذِينَ يَطْلحونَ نَفْسِي. ليَرْتَدَّ إلى الوراء وَيَخْجَلِ المتفَكِّرُونَ بِإِسَاءَتِي. ٥ ليَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ، وَمَلَاكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ. ٦ ليَكُنْ طَرِيقُهُمْ ظَلَامًا وَزَلَقًا، وَمَلَاكُ الرَّبِّ طَارِدُهُمْ. ٧ لأَنَّهُمْ بِلَا سبب أخفوا لِي هُوَّةَ شَبَكَتِهِمْ. بِلَا سبب حفروا لِنَفْسِي. ٨ لِتَأْتِهِ التَّهْلُكَةُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، وَلْتَنْشَبْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا، وَفي التَّهْلُكَةِ نَفْسِهَا ليقَعْ." (المزمور ٣٥/ ٤ - ٨)، لقد طلب الداعي المسكين من الله طُلبة في شأن عدوه، طلب منه أن يقتله بشبكته التي نصبها، أي في ذات المؤامرة التي سعى فيها، فهل استجاب الله لوليه أم خيبه؟ .

السفر يجيب بوضوح أن الله استجاب له، ويبتهج بخلاص المسيح ونجاته "٩ أَمَّا نَفْسِي فَتَفْرَحُ بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلَاصِهِ. ١٠ جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: "يَا رَبُّ، مَنْ مِثْلُكَ المُنْقِذُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ، وَالْفَقِيرَ وَالْبَائِسَ مِنْ سَالِبِهِ؟ ". ١١ شُهُودُ زُورٍ يَقُومُونَ، وَعَمَّا لَمْ أَعْلَمْ يَسْأَلُونَنِي. ١٢ يجازُونَنِي عَنِ الخيْرِ شَرًّا، ثَكَلًا لِنَفْسِي. ١٣ أَمَّا أَنَا فَفِي مَرَضِهِمْ كَانَ لِبَاسِي مِسْحًا. أَذْلَلْتُ بِالصَّومِ نَفْسِي، وَصَلَاتِي إِلَى حِضنِي تَرْجعُ." (الزمور ٣٥/ ٩ - ١٣).

ويعود المزمور للحديث عن أعدائه الذين عادوا بالخيبة، فيقول: "١٩ لَا يَشْمَتْ بِي الَّذِينَ هُمْ أَعْدَائِي بَاطِلًا، وَلَا يَتَغَامَزْ بِالْعَيْنِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلَا سَبَبٍ. ٢٠ لأَنَّهُمْ لَا يَتكَلَّمُونَ بِالسَّلَامِ، وَعَلَى الْهَادِئِينَ فِي الأَرْضِ يَتَفَكَّرُونَ بِكَلَامِ مَكْرٍ. ٢١ فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ. قَالوا: "هَهْ! هَهْ! قَدْ رَأَتْ أَعْيُنُنَا". ٢٢ قَدْ رَأَيْتَ يَا رَبُّ، لَا تَسْكُتْ. يَا سَيِّدُ، لَا تَبْتَعِدْ عَنِّي. ٢٣ اسْتَيْقِظْ وَانْتَبِهْ إِلَى حُكْمِي، يَا إِلهِي وَسَيِّدِي


(١) وانظر: قاموس الكتاب المقدس (٨٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>