للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا عمل المكتشفون المسيحيون بشعب أمريكا الأصلي "الهنود الحمر"؟ كان الجواب ببساطة إنه حملة إبادة.

وهكذا كان نصيب حضارة "الأنتيل" وحضارة "الماياس" في جنوب المكسيك وحضارة الآزتيك في وسطها، وحضارة الآنكا في بيرو (١).

وهذا مثال حيٌّ على ما رافق الكشوفات الجغرافية: نشرت جريدة الحياة البيروتية صورة لما رافق استكشاف جزيرة "هايتي" على يد الأسبان كانت العلمية تحتها ما يلي: "وانشغل ضباطه وخلفاؤه أول الأمر -خلفاء المستكشف قائد الحملة- باستكشاف جزيرة هايتي (اسبانيولا) واحتلالها، وكانت ما تزال في داخلها أرض شاسعة مجهولة، وقد تولى هذه المهمة كل من ديبغو فلاسكيز، وبانفيلو دونارفيز، فأبديا من ضروب الوحشية ما لم يسبق له مثيل، متفننين في تعذيب سكان الجزيرة بقطع أناملهم وفقء عيونهم، وصب الزيت المغلي، والرصاص المذاب في جراحهم، أو بإحراقهم أحياء على مرأى من الأسرى. .. ليعترفوا بمخابئ الذهب، أو ليهتدوا إلى الدين (٢).

وقد حاول أحد الرهبان إقناع الزعيم "هانيهاي" باعتناق الدين ... وكان مربوطًا إلى المحرقة، فقال له: إنه إذا تعمد يذهب إلى الجنة ... فسأله الزعيم الهندي: "وهل في الجنة أسبانيون؟ "فأجابه الراهب: "طبعًا، ما داموا يعبدون الإله الحق! " فما كان من الهندي إلا أن قال: إذن، أنا لا أريد أن أذهب إلى مكان أصادف فيه أبناء هذه الأمة المتوحشة! (٣).

ليس هذا بمعلوم لنا فقط، فقد نشرت ١٩٧٢ CUBA internacional joulio تحت عنوان LAHISTORLY الصفحة: ٦، صورة لمبشر بيده صليب وزعيم إلى سارية وقد غطى حتى منتصفه بحزم الحطب والقش لحرقه، أما المبشر فرافع الصليب في وجهه يدعوه


(١) تاريخ العصور الحديثة صـ ٦٩.
(٢) أين هذا من انتشار الإسلام! وأين هذا من وصية الصديق لجيوش الفاتحين! قليلٌ من الإنصاف يا عقلاء.
(٣) الحياة: السنة ٩، العدد ٢٤٩٤، الأربعاء ٢٣ - ١٩٥٤ من كتاب التبشير والاستعمار صـ ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>