السادس من أيام العمل إنما هي خرافة اخترعها خيال كاتب الإصحاح الثاني من سفر التكوين. وربما كان هناك تفسير لوجود هذه الخرافة. إننا يجب أن نضع في اعتبارنا أن هذا الوصف لعملية خلق العالم الذي نعرض له بالدراسة كما ورد بالتوراة إنما هو من النصوص التي سبق أن أشرنا إليها باعتبار أنها نصوص المرحلة الكهنوتية وهي المرحلة التي أخذ فيها (الكهنة) وهم الورثة الروحيون للنبي حزقيال (نبي السبي البابلي) على عاتقهم كتابة أسفار التوراة في القرن السادس قبل الميلاد. ومن المعروف أن أولئك الكهنة قد أعادوا صياغة وكتابة أسفار التوراة حسب مفهومهم وخبراتهم التي اكتسبوها وفقًا لمشيئتهم واهتماماتهم الخاصة التي ذكر الأب دي فو أن طابعها التشريعي كان جوهريًا.
وعلى حين لا يشير النص اليهودي للتوراة إلى راحة الله الذي تعب من عمله في الأيام الستة فسبت أي (استراح) نجد أن الكاتب (الكهنوتي) يقحمها على النص الذي يصف عملية خلق الله للعالم.
إن هذا الكاتب (الكهنوتي) يقسم روايته إلى أيام بالمعنى الدقيق لأيام الأسبوع وهو يجعل الهدف الأهم من هذه الرواية هو راحة الله في اليوم السابع والله هو أول من احترم الراحة في اليوم السابع. ولا ريب أن العلم يصف مثل هذه المحاولة الكهنوتية لفرض الراحة من العمل يوم السبت بأنها مجرد وهم وتوهم.
إن تهافت الكاتب الكهنوتي لقصة الخلق في بدء سفر التكوين على استغراق كل مراحل الخلق المتعاقبة في نطاق أسبوع بهدف الحث على الطاعة الدينية من جانب الشعب اليهودي بقصد وجوب إلزامه بتقديس الراحة يوم السبت لا يقبل أبدًا إمكانية الدفاع عنه من وجهة النظر العلمية.
إننا اليوم ندرك تمامًا أن تكوين العالم والأرض قد حدث في غضون مراحل استمرت على امتداد فترات زمنية طويلة.
وحتى لو كانت عملية الخلق كما قدمتها لنا التوراة قد انتهت في مساء ذلك اليوم