للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتزايدة التي يكتسبها الجنس في حياتنا اليومية. وتشعر بالخطر إذ ترى العري وغارات الجنس لا تنقطع.

إن التبرج والعُري يؤدي إلى ضياع الأسرة وفساد المجتمع، ولذلك ظهرت أصوات بالغرب تنادي بنبذ هذا التبرج ومحاربة هذا العُري، ومما جاء على لسان الغربيين أنفسهم ما قاله غليوم إمبراطور ألمانيا عندما زار تركيا، وأحب أعضاء جمعية الاتحاد والترقي أن يظهروا له تمدنهم فأخرجوا بعض فتيات المدارس لاستقباله وهن متبرجات ليقدمن له باقات الزهور، فاستغرب لما رآه، وقال للمسئولين:

إني كنت آمل أن أشاهد في تركيا الحشمة والحجاب بحكم دينكم الإسلامي، وإذا بي أشاهد التبرج الذي نشكو منه في أوربا، ويقودنا إلى ضياع الأسرة، وخراب الأوطان، وتشريد الأطفال.

يقول البروفيسور فون هامر: الحجاب في نظر الإسلام وتحريم اختلاط النساء بالأجنبي عنهن، ليس معناه انتزاع الثقة بهن. وإنما هو وسيلة إلى الاحتفاظ بما يجب لهن من الاحترام وعدم التبذل. فالحق أن مكانة المرأة في الإسلام قمينة (١) بأن تغبط عليها.

ويقول هملتن -أحد علماء الإنجليز وكتَّاب الغرب المعروفين-:

إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية برقابتها من كل ما يؤذيها، ويمس سمعتها، ويتناول كرامتها. ولم يضيق الإسلام في الحجاب كما يزعم بعض الكتاب الغربيين، بل إنه تمش مع مقتضيات الغيرة والمروءة.

تقول لورافيشيا فاغليري: اجتنابًا للإغراء بسوء السلوك ودفعًا لنتائجه يتعين على المرأة المسلمة أن تتخذ حجابًا، وأن تستر جسدها كله، ما عدا تلك الأجزاء التي تعتبر حريتها ضرورة مطلقة كالعينين والقدمين. وليس هذا ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات الرجال. وهذه القاعدة العريقة في القدم، القاضية


(١) خَلِيقٌ وجَدِيرٌ. لسان العرب ١٣/ ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>