بعزل النساء عن الرجال، والحياة الأخلاقية التي نشأت عنها، قد جعلنا تجارة البغاء المنظمة مجهولة بالكلية في البلدان الشرقية، إلا حيثما كان للأجانب نفوذ أو سلطان. وإذا كان أحد لا يستطيع أن ينكر قيمة هذه المكاسب، فيتعين علينا أن نستنتج أن عادة الحجاب. . كانت مصدر فائدة لا تثمن للمجتمع الإسلامي.
ولقد نشرت صحيفة الجمهورية المصرية بتاريخ ٩ يونيو ١٩٦٢ م تحت عنوان: كاتبة أمريكية تقول: امنعوا الاختلاط وقيدوا المرأة.
ونلخص المقال فيما يلي: واسم الكاتبة هليسيان ستا تسبري الصحفية، زارت الجامعات ومعسكرات الشباب والمؤسسات الاجتماعية في مصر فكان مما قالته:
إن المجتمع العربي مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشباب في حدود المعقول، فعندكم تقاليد تحتم عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا. . لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب فهذه هي أصوات الغرب الذي أطلق العنان للمرأة وأعلن الإباحية تنادي بالعودة إلى الماضي بعد أن تجرع الغرب جزاء ما اقترفت يداه وصدق اللَّه إذا يقول: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (٨)} (الطلاق: ٨).
لقد نشرت مجلة التايمز الأميركية في عددها الصادر في ١١/ ١١/ ١٩٩١ مقالة لكاتب يطالب فيها الدولة بالتدخل وإقناع النساء بارتداء ملابس محتشمة؛ والملابس الإسلامية خاصة.
وتناولت التايمز هذه الدعوة بمناسبة الضجة التي أثيرت حول ازدياد موجة الاعتداء على السكرتيرات والمجندات؛ حيث رأى كاتب المقال أن إلزام النساء أو نصحهن بارتداء الملابس الإسلامية سيعود عليهن بالخير الكثير، ويحدّ من ثم من الاعتداءات الجنسية وغيرها من الممارسات الخاطئة.