للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول المسيحيون إن في خطيئة آدم من القبح والفحش، ما أوجب اللعنة الإلهية عليه وعلى سائر نسله من بعده، ومن جملتهم الأنبياء والمرسلون، فإذا كانت خطيئة آدم، وهي أكله من الشجرة المحرمة أدت إلى تجسد الله، وتحمله العذاب دون البشر، فما بالك بالمنكرات والفواحش التي ارتكبها - على زعمهم - الأنبياء والرسل. ألا تدعو هذه المعاصي - ولا تعد معصية آدم بجانبها شيئا - أن يضحي الله بأقنوم آخر كفارة عنها؟

ولكي يتضح الأمر أكثر، أرى أن أذكر هنا بعض الأمثلة من الفواحش التي نسبوها للأنبياء والرسل، ليقيس القارئ عليها ما اقترفه آدم من نسيان، وأكله من الشجرة المحرمة:

(١) نوع يسحر ويكشف عورته ويلعن كنعان ظلما:

ورد في سفر التكوين (٩/ ٢٠ - ٢٧): "٢٠ وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. ٢١ وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. ٢٢ فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. ٢٣ فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. ٢٤ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، ٢٥ فَقَال: "مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ". ٢٦ وَقَال: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. ٢٧ لِيَفْتَحِ الله لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ". اقرأ وتأمل! ! !

(٢) لوط يسكر ويزني بابنتيه:

أتجد فاحشة في الوجود أبشع من أن يزني الوالد بابنتيه، الكبيرة في الليلة الأولى والصغيرة في الليلة الثانية، اقرأ هذا النص في التكوين ١٩/ ٣٠ - ٣٨: "٣٠ وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي المُغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. ٣١ وَقَالتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: "أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. ٣٢ هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلًا". ٣٣ فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا. ٣٤ وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالتْ لِلصَّغِيرَةِ: "إِنِّي قَدِ اضطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا

<<  <  ج: ص:  >  >>