للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣/ ١٣)، فقد أكد المسيح صحة اعتقاد التلاميذ به، إنهم يرونه معلمًا وسيدًا لهم، وقد شاع تسميته عندهم بالمعلم، "وقال له: يا معلم" (مرقس ١٠/ ٢٠)، أفكان من حسن الأدب أن يترك التلاميذ نداءه بالألوهية وأن ينادوه بهذا النداء المتواضع: معلم.

(١٢) وقد بدأت نبوته، وهو في سن الثلاثين "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة" (لوقا ٣/ ٢٣)، وقد كان ثمة وقت لم ينزل عليه الروح القدس "لأَنَّ الرّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ." (يوحنا ٧/ ٣٩).

(١٣) وشهد المسيح -عليه السلام- لربه بالوحدانية، ولنفسه بالرسالة، فقال: "أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا ١٧/ ٣):

(١٤) ولما خوفه الفريسيون من هيرودس قال لهم: "يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَدًا وَمَا يَلِيهِ، لأنه يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ! ٣٤ يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأنبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ المرسَلِينَ" (لوقا ١٣/ ٣٣ - ٣٤)، فشهد لنفسه بالنبوة، وخاف من مصرعه في أورشليم كما صرع فيها غيره من الأنبياء، فغادر أورشليم، وناداها: "يَا قَاتِلَةَ الأنبِيَاءِ" ولم يقل لها: يا قاتلة الإله.

ولما أظهر المعجزات لقومه قرنها بدعوى نبوته قائلًا وهو يناجي الله: "ولكن أسألك من أجل هذه الجماعة، ليؤمنوا بأنك أنت أرسلتني" (يوحنا ١١/ ٢٦).

(١٥) وهو في كل ما يقوله عن الله معصوم لأنه ينطق بالوحي، فقد قال: "وَالْكَلام الَّذِي تَسْمَعُونه لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَني" (يوحنا ١٤/ ٢٨)، وفي موضع آخر: "تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَني. (يوحنا ٧/ ١٦). وقال: "وَلَا رَسُول أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ" (يوحنا ١٣/ ١٦).

وفيما يلي بعض النصوص التي يبين فيها المسيح -عليه السَّلام- أنه لا يتكلم من نفسه بل هو حامل لرسالة من الله مأمور بتبليغها للناس، وأنَّه لا يعلم إلا ما يوحى إليه:

(١) في إنجيل يوحنا (١٤/ ٢٤): "الَّذِي لَا يحبُّنِي لَا يَحْفَظُ كَلَامِي. وَالْكَلَامُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي".

(٢) وفيه أيضًا: (١٥/ ١٥) "لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتكمْ أَحِبَّاءَ لأني أَعْلَمْتكمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْته مِنْ أَبِي".

<<  <  ج: ص:  >  >>