للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفات الله -عز وجل- الضرورية اللازمة: القدرة الكلية التَّامة، أي أن الله قادر على جميع الممكنات وأن قدرته نابعة من ذاته وغير مكتسبة، بمعنى أن الله تعالى قادر وفاعل بالذات وبالاستقلال المطلق، فلا يحتاج في قدرته وأفعاله لمساعدة أي قدرة أخرى ولا إلى مدد أي شيء آخر، فهل هكذا كان شأن المسيح -عليه السَّلام-؟ كلا، على الإطلاق.

إن الأناجيل الأربعة تنقل عن سيدنا المسيح -عليه السلام- نفسه تصريحات متكررة يعلن فيها بكل وضوح أنه كان لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا، ولا يفعل إلا ما أقدره الله تعالى عليه وأمره به، وأن ما لديه من سلطان وما أوتيه من قوة، هو مما منحه الله تعالى ودفعه إليه. وفي كل هذا نفي صريح لإلهية المسيح -عليه السلام- وتأكيد واضح لعبوديته لله -عز وجل- وافتقاره إليه. وفيما يلي بعض النصوص في هذا المجال:

(١) جاء في إنجيل يوحنا: (٥/ ١٩): "فأجاب يسوع وقال لهم: الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل".

(٢) وفيه أيضًا في نفس الإصحاح (٥/ ٣٠): "أَنا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأني لَا أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي".

(٣) وفي نفس الإصحاح أيضًا (٥/ ٣٦): "وَأمّا أنَّا فَلي شَهَادةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَال الَّتي أَعْطَانِي الآبُ لأكُمِّلهَا، هذه الأَعمال بعَيْنهَا الَّتي أنَّا أَعْمَلها هِيَ تَشْهَدُ لي أَن الآبَ قَدْ أَرْسَلَني". ويؤكد هذا المعنى فيقول: "قال لهمْ يَسوع: مَتى رَفعتم ابنَ الإِنسَانِ، فحِينئدٍ تفهمون أني أنا هوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسي، بَلْ أتكلَّمُ بِهذَا كَما عَلَّمَني أَبِي. ٢٩ وَالَّذِي أَرْسَلَني هُوَ مَعِي، وَلَمْ يتركني الآبُ وَحْدِي، لأني فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ" (يوحنا ٨/ ٢٨).

(٤) وفي إنجيل يوحنا (٣/ ٣٥): "الآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ.".

(٥) وفي إنجيل متى (٢٨/ ١٨): "فتقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: "دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ".

(٦) وفي إنجيل لوقا (١٠/ ٢١ - ٢٢): والتفت (أي المسيح) إلى تلاميذه وقال: كل

<<  <  ج: ص:  >  >>