فتحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ ... " (المزمور ٤٠/ ٦)، فقد أبدل "أذني فتحت" بقوله: "هيأت لي جسدًا".
واعترف بوقوع التحريف في أحد النصين جامعو تفسير هنري واسكات، ولم يعينوا الموضع المحرف منهما، فقد اعتبر آدم كلارك ما جاء في المزمور محرفًا، فيما اعتبره دوالي ورجر وديمنت في تفسيرهما ما جاء في رسالة بولس هو المحرف.
٢ - كما وقعَ التحريفُ من الإنجيليينَ بنسبة أقوال إلى التوراة لم تذكرها، منه ما جاء في متى عن المسيح "٢٣ وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَال لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:"إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا"" (متى ٢/ ٢٣)، ولا يوجد شيء من ذلك في كتب الأنبياء.
ومما يؤكد أن التحريف هنا متعلق بمتى أن التلميذ نثنائيل حين بشره فليبس بالمسيح الناصري استغرب أن يبعث مسيح من الناصرة " فَقَال لَهُ نَثَنَائِيلُ: "أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟ "" (يوحنا ١/ ٤٦)، ولو كانت نبوءة الناصري موجودة قبلُ لما كان وجه للغرابة.
يقول طابعو الرهبانية اليسوعية تعقيبًا على النص: "يصعب علينا أن نعرف بدقة ما هو النص الذي يستند إليه متى".
ويقول مؤلفو قاموس الكتاب المقدس: "ولم تكن الناصرة ذات أهمية في الأزمنة القديمة، لذلك لم يرد لها أي ذكر في العهد القديم، ولا كتب يوسيفوس ولا الوثائق المصرية والآشورية والحثية والآرامية والفينيقية السابقة للميلاد، وأول ما ذكرت في الإنجيل". (١)
٣ - ومن صور التحريف ما وقع به يعقوب ولوقا حين تحدثا عن انقطاع المطر بدعاء النبي إيليا، فذكرا أنه استمر ثلاث سنين وستة أشهر، محرفين ما ورد في العهد القديم، الذي أفاد بأن انقطاع المطر لم يكمل الثلاث سنوات، فيقول يعقوب في رسالته: "كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلَامِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلَاةً أَنْ لَا تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ." (يعقوب ٥/ ١٧)، ووافقه لوقا فزعم أن المسيح قال: "وَبِالْحَقِّ أَقُولُ