وقال الرازي: إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه، وقد جعل اللَّه حجم الأرض عظيمًا لا يقع البصر على منتهاه، والكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد.
قال الرازي: المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله:{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجمًا عظيمًا لا يقع البصر على منتهاه؛ لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به، والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح.
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٤١)} (الرعد: ٤١)، وقوله:{أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ}(الأنبياء: ٤٤)، وهذا ظاهر للذي يسير من وسط الأرض إلى أيٍّ من أطرافها، ولا يكون إلا في الشكل الكروي.
قال الغزالي في كتاب تهافت الفلاسفة: خسوف القمر عبارة عن انمحاء ضوئه بتوسط الأرض بينه وبين الشمس من حيث أنه يقتبس نوره من الشمس، والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب، فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس، كقولهم: إن كسوف الشمس معناه: وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما.