ولكن لو ألقى القارئ ببصره إلى الصفحة التالية فإنه واجد أن شاول مات بيد رجل من العماليق وأن داود قتله انتقامًا لشاول مسيح الرب، حيث يقول السفر الثاني: "فَقَال الْغُلَامُ الَّذِي أَخْبَرَهُ: "اتَّفَقَ أَنِّي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ وَإِذَا شَاوُلُ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ، وَإِذَا بِالمُرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانِ يَشُدُّونَ وَرَاءَهُ. فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ فَرَآنِي وَدَعَانِي فَقُلْتُ: هأَنَذَا. فَقَال لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَمالِيقِيٌّ أَنَا. فَقَال لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ، لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ. فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لَا يَعِيشُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِما إِلَى سَيِّدِي ههُنَا". " (صموئيل (٢) ١/ ٦ - ١٥)، فهل قتل شاول نفسه أم قتله الرجل العماليقي؟ وما سبب ورود الطريقتين معًا في الكتاب؟
يجيب محققو الرهبانية اليسوعية: "تقليد آخر في موت شاول .. وهي مزيج من عناصر مختلفة".
٢ - وأيًا كانت طريقة موت شاول فإن الله قتله نتيجة لأخطائه، والتي منها أنه لجأ إلى العرّافة ولم يسأل الله "فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلَامِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأيضًا لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الجانِّ لِلسُّؤَالِ، وَلَمْ يَسْأَلْ مِنَ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ وَحَوَّلَ المُمْلَكَةَ إِلَى دَاوُدَ بْنِ يَسَّى." (الأيام (١) ١٠/ ١٣).
لكن سفر صموئيل يبرئ ساحة شاول من أحد هذه الآثام، فقد سأل الله قبل أن يلجأ للعرافة يقول السفر: "فَسَأَل شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ، فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لَا بِالأَحْلَامِ وَلَا بِالأُورِيمِ وَلَا بِالأَنْبِيَاءِ. فَقَال شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ:"فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ، فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا". فَقَال لَهُ عَبِيدُهُ:"هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ"." (صموئيل (١) ٢٨/ ٦ - ٧)، فأي السفرين يصدق القارئ الكريم؟ هل سأل شاول الله أم لم يسأله قبل ان يسأل العرافة؟
٣ - ورد في سفر الأمثال، إذ يوصي في فقرة واحدة بوصيتين متناقضتين، في أولاهما يدعو