وهذا إسناد حسن: فيه أزهر بن سعيد، نقل فيه ابن حجر عن البخاري قوله: أزهر بن يزيد، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن عبد الله، الثلاثة واحد نسبوه مره مرادي، ومرة حمصي، ومرة هوزني، ومرة حرازي، ثم قال: فهذا قول إمام أهل الأثر، أن أزهر بن سعيد هو أزهر بن عبد الله، ووافقه جماعة على ذلك تهذيب التهذيب ١/ ١٧٩، وقال أيضًا: أكثرهم على أن أزهر بن عبد الله الحرازي هو أزهر بن سعيد الحرازي، تهذيب التهذيب ١/ ١٧٨، وقد وثقه في الثقات للعجلي (٥٦) وقال في التقريب (٣٠٨) صدوق. وقال الهيثمي في المجمع (٤/ ٥٣٦) رجال أحمد ثقات، وقال العراقي على هامش الإحياء (٢/ ٢٩) إسناده جيد، وقال الألباني في الصحيحة تحت حديث (٤٤١): إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ولهذا المعنى في الحديث شواهد يرتقي بها إلى الصحيح: الأول: عن أبي الزبير عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى امرأة، فأتي امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه، فقال: "إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه". أخرجه مسلم (١٤٠٣)، وأبو داود (٢١٥١)، والترمذي (١١٥٨)، وأحمد (٣/ ٣٣٠)، وابن حبان (١٢/ ٣٨٤) كلهم من طريق أبي الزبير، عن جابر به. الثاني: عن عبد الله بن مسعود، قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة فأعجبته، فأتى سودة، وهي تصنع طيبًا، وعندها نساء، فأخلينه، فقضى حاجته، ثم قال: "أيما رجل رأى امرأة تعجبه، فليقم إلى أهله، فإن معها مثل الذي معها" أخرجه الدارمي (٢٢١٥)، والبيهقي في الشعب ٤/ ٣٦٧، والدارقطني في العلل (٥/ ١٩٧) من طريق الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن حلام، عن بن مسعود به مرفوعًا، واختلف فيه عن سفيان الثوري على ثلاثة أوجه: ١ - فرفعه عنه قبيصة كما سبق، ورفعه عنه أيضًا معاوية بن هشام؛ أخرجه الدارقطني في العلل (٥/ ١٩٨) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا، ثنا أحمد بن شعيب، أنا محمد بن رافع، ثنا معاوية بن هشام، ثنا سفيان به، قال البيهقي في الشعب ٤/ ٣٦٧: ورفعه أيضا إسرائيل عن أبي إسحاق اهـ. ٢ - ورواه أبو نعيم، عن سفيان به موقوفا، أخرجه الدارقطني في العلل ٥/ ١٩٧، وقال الدارقطني: ووقفه أبو نعيم، وأبو حذيفة. وتابع أبا نعيم على الوقف وكيع، وابن مهدي؛ أخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ٤٠٧ ٣ - ورواه معاوية بن هشام، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب مرسلًا، أخرجه الدارقطني ٥/ ١٩٨، وتابع معاوية بن هشام، عبد الرحيم، عن سفيان عن أبي إسحاق به مرسلًا، أخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ٤٠٧، وقال الدارقطني في العلل: والموقوف عن الثوري أصح، وأما بيان ترجيح =